على رغم احتلاله وصافة دوري زين السعودي للمحترفين حتى الآن، وبفارق نقطي معقول عن المتصدر الفتح، إلا أن الأوضاع في الهلال لا تزال بعيدة عما يرضي عشاقه ومحبيه، ف«الزعيم» صاحب الرقم الأكبر في تحقيق بطولات الدوري وكأس ولي العهد، ما زال عاجزاً عن تحقيق انتصار يقنع جماهيره، وبعد الثناء الكبير الذي حظي به مدرب الفرنسي كومبواريه إثر الفوز في مباراتي الشباب والرائد بداية الدوري، إلا أن الخسارة برباعية أمام أولسان الكوري الجنوبي في البطولة الآسيوية، بعثرت المياه... ومجاريها. تحظى الفرقة «الزرقاء» بخط هجومي هو الأقوى في الدوري ب46 هدفاً، ويتنافس ثلاثة من مهاجميه على لقب الهداف، فيتصدر القائمة البرازيلي ويسلي لوبيز ب15 هدفاً، فيما يلاحقه المهاجمان ياسر القحطاني والكوري الجنوبي يو بيونغ سو ب9 أهداف، ما يعطي دلالة واضحة على أن مشكلات الهلال لا تعرف المهاجمين. خط منتصف الفريق الأزرق لا يبدو مزعجاً لجماهيره إذ قدم مستويات مميزة هذا الموسم، فساند المهاجمين بفعالية كبيرة، في ظل تألق عدد من الأسماء الشابة على رأسها الدولي الجديد سلمان الفرج، ومحمد القرني إضافة لوجود نواف العابد وعبدالعزيز الدوسري ومحمد الشلهوب في بعض المباريات، ولم ينعكس رحيل أحمد الفريدي بالشكل المتوقع على الفريق أو على جماهيره كأقل تقدير، في ظل غيابه عن معظم مباريات هذا الموسم. الجماهير تلقي بالمسؤولية في كل خسارة أو حتى هدف يتلقاه الفريق على رجال الخطوط الخلفية، فالمدافعون سواء بوجود السنغالي قادر مانغان أو حتى بعد رحيله لا يحظون بالرضا الكافي، لكن وعلى عكس الكثيرين، لا يرى المدرب الفرنسي كومبواريه مشكلات في الخطوط الخلفية أو على الأقل لم يعترف بذلك، حتى وبعد رحيل السنغالي قادر مانغان إلى سندرلاند الإنكليزي لم يطالب بتعويض مركزه بمدافع آخر، الأمر الذي لم يكن مقنعاً بالنسبة للإدارة الهلالية، التي تعاقدت مع المدافع البرازيلي اوزيا. معاناة الهلال الدفاعية التي لا تحتاج إلى تشخيص طبي للكشف عنها، لم تمثل المشكلة الأبرز في الفريق هذا الموسم فمدرب الفريق عجز وحتى اليوم عن الوصول إلى التشكيل الأمثل لكتيبته، وهو ما اتفق معظم النقاد على دوره في تدني مستوى الفريق وظهوره الباهت في أكثر من مباراة. على رغم كل ذلك، إلا أن الهلال يجد نفسه اليوم على بعد خطوتين عن التتويج بكأس ولي العهد، البطولة التي اعتادت عليها جماهير الفريق بعد أن احتكرها في الأعوام الخمسة الأخيرة، كما تنطلق في القريب العاجل مشاركته في البطولة الأهم دوري أبطال آسيا، الذي ألقت به القرعة في أصعب مجموعة، إضافة إلى سباقه نحو التتويج بلقب الدوري كل هذه المتطلبات ستسلط الضوء خلال الأيام القليلة المقبلة على الأوضاع الفنية التي يعيشها الفريق ما يعني أن مدربه كومبواريه سيكون مطالباً بالثبات وتقديم النتائج المطلوبة إضافة إلى تحصين لاعبيه بالمزيد من الجرعات «التكتيكية» القادرة على اظهارهم بالشكل المنتظر داخل الملعب، فشل الفرنسي في تأدية تلك الأدوار قد يكلفه غضباً جماهيرياً أوسع، قادراً على الاطاحة به عن كرسي منصبه.