على رغم أنه ورفاقه خرجوا بخفي حنين من كأس الأمم الافريقية لكرة القدم المقامة حالياً بجنوب افريقيا ليصيبوا جماهير «الخضر» بخيبة أمل كبيرة إلا أن لاعب وسط منتخب الجزائر ونوتينغهام فورست الإنكليزي عدلان قديورة ترك بصمة مميزة في البطولة، إذ تسبب في توقف مباراة منتخب بلاده وتوغو التي انتهت للأخيرة 2- صفر نحو 13 دقيقة بعد أن تسبب اندفاع اللاعب في كسر «العمود» الخلفي لمرمى توغو لتتوقف المباراة لعلاج المرمى. وقديورة من مواليد 12 تشرين الثاني (نوفمبر) سنة 1985 في لاروش سور يون، فرنسا، هو من أب جزائري ناصر قديورة أفضل هداف في الكأس الجزائرية عام 1981 و من أم اسبانية انريكيتا سوريرا بونز لاعبت كرة سلة سابقة ويحمل الجنسية الفرنسية، ولعب لوولفرهامبتون واندررز الإنكليزيان وأتيا ريال تشارليروا البلجيكي. ويمتاز قديورة بالتسديدات القوية فمعظم أهدافه تأتي من التسديد بخاصة من الجهة اليمنى أين يلعب فيه موقعه الأصلي. وارتدى عدلان قديورة قميص المنتخب الجزائري في 2010 ضد إيرلندا وكانت مباراة ودية ولعب وقتها في غير موقعه على الجهة اليمنى في الدفاع، وهو واحد من 23 لاعباً شاركوا في مونديال جنوب أفريقيا 2010 ولعب في مباريات الدور الأول كافة. وسجل قديورة هدفه الأول مع المنتخب الجزائري في مباراة تنزانيا بتسديدة قوية من خارج إطار 18 متر، وأصبح الشخصية المحبوبة لدى أنصار فريقه ما يعزز هذه المحبة تسميته بلقب «الثور الفاخر» لأنهم يشبهونه بستيف بول أسطورة الوولفز. وكان عدلان قديورة في الرابعة من عمره عندما فازت الجزائر بكأس الأمم الأفريقية واستضافتها بلاده عام 1990، وفشل في تكرار الإنجاز في البطولة الحالية بالخروج باكراً في أول بطولة على مستوى القارة السمراء يخوضها لاعب خط الوسط، إلا أنها ليست البطولة الدولية الأولى له كونه مثّل الجزائر في كأس العالم 2010. وقبل البطولة أعرب قديورة عن تفاؤله، وقال لموقع «فيفا»: «يوجد حالياً جيلٌ جديد، بدأنا نبني فريقاً جيداً مع المدرب الحالي، لدينا مدرب يتمتع بالخبرة (وحيد خليلودزيتش) الذي يتمتع بتجربة طيبة من مشواره مع كوت ديفوار، إننا نؤمن به وأعتقد أنه سيمضي بنا إلى الأمام». ولكن أصبح المنتخب الجزائري أول المودعين للبطولة بغض النظر عن نتيجة مباراته الثالثة الأخيرة في المجموعة مع ساحل العاج إذ مني الفريق بهزيمتين أمام تونس وتوغو وظل بمفرده في قاع المجموعة من دون رصيد من النقاط على رغم أنه صاحب المركز الثاني في قائمة المنتخبات الأفريقية بالتصنيف العالمي الصادر عن الاتحاد الدولي «فيفا». ومنذ حزم قديورة الحقائب للتوجه إلى البطولة تلقى رسائل الدعم التي تقاطرت عليه من كل حدب وصوب عبر «تويتر» ويملك لاعب خط وسط وولفرهامبتون واندررز السابق علاقة فريدة مع متتبعيه الذين يبلغ عددهم 26 ألفاً، وهو ما يشكل نموذجاً للكيفية التي يتفاعل بها لاعبو المستديرة الساحرة مع عشاقهم عبر وسائل التواصل الاجتماعية. وكشف: «تمت إعارتي إلى فوريست وكانت فترة جيدة لأن الجمهور اعتبر أدائي جيداً، عندما عدتُ إلى (النادي الأصلي) وولفز، بدأت جماهير فوريست بالتغريد عبر «تويتر» لي في أيام العطل، وكانوا يقولون لي عد إلى النادي، وهو أمرٌ مميز أن يرغب الجمهور والناس في النادي بعودتك، لو لم أكن أتفاعل مع جماهير فوريست عبر تويتر، لكنت ربما قد بقيتُ مع نادي وولفز، كان أمامي أيضاً عروضٌ من إيطاليا وفرنسا وحتى من قطر، كنتُ أبحث عن تحدٍّ جيد، وعندما يشعر المرء أنه مرغوب، فإن ذلك يكون أفضل وهذا ما أريده في مشواري». ويرتدي قديورة القميص رقم 17 مع نادي فوريست ويقول إن اختيار ذلك الرقم يعود إلى متابعي حسابه «اعتدتُ ارتداء القميص رقم 22 عندما كنتُ معاراً وعندما عدتُ في بداية الموسم كان القميص رقم 17شاغراً. سألتُ الجمهور عبر «تويتر»عن أي رقم يفضلونه، 17 أم 22، والكثيرون قالوا 17 ولذلك اخترته».