يبدأ المدرب الجزائري رابح سعدان برفقة رئيس اتحاد الكرة محمد روراوة قريباً جولة «استكشافية» لعدد من البطولات الأوروبية حيث ينشط المحترفون الجزائريون، أملاً بانتقاء عدد محدود منهم ممن قد يمنحون الإضافة النوعية للقائمة الحالية، في وقت لا يزال المنتخب يشكو من نقائص عدة في مراكز مختلفة. وسيسعى الثنائي إلى متابعة عدد من الأسماء التي بدأت تفرض نفسها إعلامياً على الأقل على غرار عدلان قديورة (فولفارهمبتون الإنكليزي) ومحمد شاقوري (شارل لوروا البلجيكي) والحارس فابر (كليرفوت الفرنسي) وبودبوز (سوشو الفرنسي) ووليد شرفة وإسماعيل بوزيد وخيرالدين زرابي وغيرهم، وذلك بهدف شغل المراكز «الشاغرة» بعد قرار الاستغناء عن نحو ستة لاعبين بينهم أربعة محليين. وتأتي هذه الخطوة بعد اقتناع المدرب سعدان، أكثر من أي وقت مضى، بتواضع مستوى اللاعبين المحليين على غرار الأزهر حاج عيسى وحسين مترف (وفاق سطيف) والظهير الأيمن ربيع مفتاح (شبيبة القبائل) والظهير الأيسر رضا بابوش (مولودية الجزائر) الذين فشلوا، الجمعة الماضي، في لفت الأنظار إليهم لمناسبة المباراة الرسمية أمام المنتخب الليبي لحساب ذهاب أمم أفريقيا للاعبين المحليين (السودان 2011). وعلى رغم الانطباع السيئ الذي تركوه، إلا أن حاج عيسى أعرب عن قناعته بأنه «كان في المستوى» على رغم تأكيده أن «خطة المدرب بن شيخة أعاقته، وبقية زملائه، عن تقديم وجه أفضل والتحرر من كل قيد مثلما يفعل مع فريقه». وأوضح أنه «ليس بحاجة لتقديم نفسه لدى المدرب الوطني رابح سعدان» قصد العودة لصفوف المنتخب الأول، مشيراً إلى أن «سعدان يعرفه جيداً ويعرف إمكاناته وهو حر في اتخاذ القرار الذي يراه مناسباً». وتعكس هذه التصريحات حال التشنج الموجودة لدى اللاعبين المحليين بسبب تفضيل المدرب الوطني المحترفين عليهم في إعداد المنتخب الأول بالموازاة مع «اتهامهم بالقصور في الأداء وعدم القدرة على مجاراة اللاعبين المحترفين، على رغم المبالغ الخيالية التي يحصلون عليها بتعاقداتهم مع الأندية المحلية». وبالأرقام فإن نحو 450 لاعباً الذين تعج بهم أندية الدرجة الأولى (18 نادياً) لم يفلح أحد منهم في حجز مكانه أساسياً ضمن صفوف المنتخب الأول، باستثناء الحارس الأول للمنتخب منذ 2004 الوناس قواوي. وعلى رغم ذلك فإن تراجع مستوى الأخير في المواسم الأخيرة دفع المدرب الوطني رابح سعدان إلى السعي إلى الدوري الفرنسي للبحث عن حارس بديل ذي جاهزية على غرار فابر (كليرفوت)، ما قد يجعل المنتخب في مفارقة غريبة وعجيبة مشكلاً من لاعبين «صنعتهم» مدارس التكوين الفرنسية وليس الجزائرية. وهي سابقة أولى لم تحدث حتى عندما تألق منتخب 1982 في مونديال إسبانيا وجعل من نفسه مرجعاً للكرة الجميلة، إذ لم يكن عدد المحترفين فيه سوى أربعة لاعبين (نورالدين قريشي ومصطفى دحلب وفوزي منصوري وجمال زيدان)، أما البقية وهم نجوم المنتخب على غرار بلومي وماجر وعصاد فلم يكونوا سوى عصارة الدوري المحلي.