لوح أعضاء مجلس الأمن، خلال زيارة مندوبيهم أمس لصنعاء ببحث مسألة بقاء الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في زعامة حزب المؤتمر الشعبي العام من عدمه، في جلسة مجلس الأمن المقبلة في نيويورك، والتي ستكرس لمناقشة نتائج الزيارة التي وصفها الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبد اللطيف الزياني بأنها «بادرة دولية يتوجب على كل الأطراف اليمنية استغلالها، والاستفادة من نتائجها لدعم مسار التسوية الراهنة، والانتقال باليمن إلى مرحلة الاستقرار من خلال الحوار بين كل الأطراف». وفي هذا السياق، أكد مندوب بريطانيا مارك ليال برانت، في مؤتمر صحافي عقده بعد ظهر أمس في دار الرئاسة مع مندوب المغرب محمد لولشكي والزياني ووزير الخارجية اليمني الدكتور أبو بكر القربي، أن مجلس الأمن سيبحث بعد عودة أعضائه إلى نيويورك في «اتخاذ إجراءات ضد الأقلية المعرقلة لمسار التسوية وفقاً لقراري مجلس الأمن في هذا الشأن». وقال، في رد على سؤال إن الزيارة «تأتي في إطار دعم المجلس الكامل للعملية الانتقالية في اليمن، وتقويم التقدم الحاصل لجهة تنفيذ قرارات مجلس الأمن». وأكد أهمية إنجاز مؤتمر الحوار الوطني، بحيث ينبثق منه صوغ الدستور، وإجراء الانتخابات في شباط (فبراير) العام المقبل». وبعدما أشار إلى اجتماعات أعضاء الوفد مع الرئيس هادي ورئيس الحكومة واللجنة العسكرية والأمنية، قال: «لمسنا مواقف إيجابية من الجميع لإنجاح الحوار، كما أن هناك أهمية بالغة لتوحيد مؤسسة الجيش والأمن تحت قيادة واحدة، بالإضافة إلى أهمية إصلاح قطاع الأمن بشكل خاص». وأشار إلى أن مؤتمراً لأصدقاء اليمن سيعقد في آذار (مارس) المقبل في لندن لدعم الجهود الإنسانية، وتقديم المساعدات التي يحتاجها اليمن. وقال مندوب بريطانيا إن الوفد التقى ممثلي «الجنوب» في لجنة الحوار، «وسمعنا منهم تأكيدهم المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني». وأكد الأمين العام لمجلس التعاون أن دول المجلس «تدعم بقوة نجاح التسوية الراهنة، وتقف إلى جانب الرئيس هادي». وكان الرئيس اليمني عرض، خلال استقباله الوفد، تطورات العملية السياسية منذ التوقيع على المبادرة الخليجية في 23 (تشرين الثاني) نوفمبر 2011 في الرياض. ولفت إلى أن هناك أطماعاً توسعية لدى بعض الدول التي تسعى لتصدير رؤاها الراديكالية ولم يعد سراً سعيها المحموم للتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة وبما يشكله ذلك من تهديد لأمن اليمن والجزيرة العربية». وحذر المبعوث الأممي جمال بن عمر من أنه «لم يعد ثمة متسع من الوقت... يجب على اليمن أن يتلقف هذه الفرصة التاريخية النادرة والإسراع في إطلاق مؤتمر الحوار الوطني قريباً وذلك كخطوة رئيسية نحو تحقيق تطلعات الشباب ومختلف مكونات المجتمع اليمني لبناء دولة حديثة وقوية».