ينتظر أن يساهم قرار أفغانستان الانضمام إلى برنامج «تحالف أفضل من النقد»، في معالجة الفقر وتعزيز النمو الاقتصادي. ويسعى التحالف الذي شاركت في تأسيسه «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» مع «مؤسسة بيل وميليندا غيتس» و «مؤسسة سيتي» و «مؤسسة فورد» و «شبكة أوميديار» و «صندوق الأممالمتحدة لتنمية الرساميل»، و «شركة فيزا»، إلى تمكين الناس من التحول من الدفع نقداً إلى الدفع الإلكتروني. وأشارت الوكالة في مؤتمر صحافي إلى أن التحول إلى الدفع الإلكتروني في البرامج التي توزع المساعدات النقدية أو العينية على الناس، يمكن أن يؤدي إلى تحقيق وفر اقتصادي كبير في التكاليف والشفافية والأمن، والنمو الاقتصادي، فعلى سبيل المثال، وجد تقرير صدر أخيراً عن «البنك الدولي» أنه يمكن الحكومات توفير 75 في المئة من التكاليف من خلال التحوّل إلى برامج الدفع الإلكتروني. واستناداً إلى «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية»، هناك اليوم 2.5 بليون شخص مستبعَدون من القطاع المالي الرسمي، والنسبة تزيد حدة في العالم النامي، إذ تستبعد نسبة 80 في المئة تقريباً من الفقراء. وبالنتيجة، لا يتوافر لمعظم العائلات الفقيرة أيُّ خيار سوى العيش في شكل شبه كامل في اقتصاد يقتصر على استعمال النقد، ما يجعل من الأصعب كثيراً على هؤلاء الوصول إلى الخدمات المالية، كالحسابات المصرفية والادخار للمستقبل، وبناء الأصول المالية، أو الحصول على اعتمادات. وأشارت «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» إلى أن الدفع الإلكتروني قد يولّد الفوائد الدائمة للناس من خلال فتح أبواب فرص الوصول إلى الخدمات المالية الرسمية والشروع بتطوير الأصول المالية والادخار. وأكدت أن هناك حاجات لازمة وفرصاً متاحة للانتقال من الدفع النقدي إلى الدفع الإلكتروني في أفغانستان. وهناك حالياً نحو مليون موظف يعملون لدى الحكومة الأفغانية لا يستطيعون استلام رواتبهم إلكترونياً. وتملك نسبة تقل عن خمسة في المئة من الأفغان حسابات مصرفية. وتتشارك وزارة المال الأفغانية مع وزارة التعليم وجمعية مشغلي أنظمة النقد النقالة، في تنفيذ مشروع رائد لدفع رواتب المعلمين، يهدف إلى زيادة عدد الحسابات المصرفية والمدفوعات الإلكترونية للرواتب. وتدير الحكومة الأفغانية أيضاً مشروعاً للدفع في كابول من خلال الهاتف النقال يستهدف مئة ألف مستهلك للطاقة الكهربائية. وتملك نسبة 60 في المئة تقريباً من جميع الأفغان هواتف نقالة وتعيش نسبة 83 في المئة من سكان البلد في مناطق تغطيها شبكات الهاتف النقال. في هذا المجال، قال المدير العام للخزينة، محمد أقاح: «يسعدنا الانضمام إلى نظام تحالف أفضل من النقد، كعضو ملتزم لإنجاز عملية الانتقال من نظام الدفع النقدي إلى نظام الدفع الإلكتروني». وأردف قائلاً: «إننا ندرك قيمة تسريع استخدام نظام الدفع الإلكتروني الآمن كحل يمكنه تعزيز الشمول المالي للناس، وزيادة الشفافية، وإيجاد عالم أكثر أماناً للنساء وعائلاتهن». بدورها، أشادت مديرة برنامج «تحالف أفضل من النقد» روث غودوين غروين، بأفغانستان «لقيادتها والتزامها بتمكين الناس، من خلال الانتقال إلى نظام الدفع الإلكتروني». وأضافت: «على رغم الفوائد الكثيرة للمدفوعات الإلكترونية، فإن هذا التحول يتطلب موارد وخبرات تقنية، ونحن نتطلع قُدماً إلى تأمين هذه المتطلبات من خلال شراكتنا مع أفغانستان».