حاصرت الأسئلة في أمسية قصصية، نظمها نادي القصة في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات أخيراً، القاصة والكاتبة السعودية نوال الجبر التي كانت ضيفة الأمسية، إذ وجهت لها أسئلة عدة حول وضع المرأة السعودية ككاتبة، وعن التشكيك في مقدرتها وعن عدم إفساح المجال لها، أسوة بالرجال الكتّاب وانحصارها في نطاق المحلية. وشهدت الأمسية قراءات قصصية من مجموعات الجبر المختلفة. وأدارت الأمسية التي عقدت في قاعة أحمد راشد ثاني في مقر اتحاد الكتاب، نائب رئيس مجلس إدارة الاتحاد الأديبة الإماراتية أسماء الزرعوني التي قدمت عرضاً موجزاً للسيرة الذاتية لضيفة الأمسية، واستعرضت مؤلفاتها، وأشارت إلى أن لها مجموعتين قصصيتين، هما «عذراء نورانية» و«لن أعلن توبتي»، إضافة إلى مجموعتها الجديدة، «ماذا يصنع رجل في معطفي؟». وأشادت الزرعوني بما تبذله الجبر من جهد في إثراء الحركة الثقافية، «بإنتاجها القصصي ذي الطابع المميز بالجرأة، وبما تطرحه من قضايا تحاكي واقع الأنثى في المجتمعات العربية». وفي الأمسية، قرأت الجبر قصتين «توجع أبيض» و«أمشاط الضوء». وكان واضحاً، كما عبر الحضور، اهتمام الكاتبة بعالم الأنثى «بكل عنفوانها وتجلياتها، وما تعانيه أحياناً من ضغوطات تفرضها ظروف الحياة الاجتماعية مع ميل إلى التحدي في مواجهة هذه الضغوطات». وعبرت قصص الجبر «ببصرية مغرقة أحياناً بالرمزية وطوفان لمشاعر إنسانية داخلية، لا يمكن لجمها عبر رؤى جمالية واشتغالات تقنية مختلفة، تنضح عن تجربة قصصية معاصرة». وفي المداخلات أثارت النصوص جدلاً ساخناً حول بعض المفاهيم، في حين لاحظ الحضور اللغة التي كتبت بها القصص، إذ امتازت بالحسّ الأدبي الرفيع، واستطاعت الكاتبة السعودية عبر هذه اللغة ألا تجعل القارئ يمتعض أو يتململ، فبدت واضحة قدرتها المميزة، وطريقة طرح المشاهد والأحداث بالكلمات واللغة، واستخدام الصور الفنية التي تقارب الشاعرية. ودفعت الجبر النقاد المحتدين من خلال ثقافتها وردودها على المداخلات المتوالية إلى نقاش حول المفاهيم التجريبية في كتابة القصة القصيرة، ورؤيتها الخاصة من نوع أنّ الأدب لم يشهد رجلاً تحدث عن المرأة بما يدل على فهمه لها، فالقصص كما تقول: «أعطت المرأة دوراً أساسياً في دائرة الحدث، وهذا الدور لم يمنح بهذا الحجم إلا على يد كاتبات».