تضج أرجاء «أولمبياشتاديوم» في برلين بدءاً من اليوم وحتى 23 آب (أغسطس) الجاري بوقائع النسخة ال12 من بطولة العالم لألعاب القوى. ويشكّل المكان بحد ذاته معقلاً تاريخياً ل«أم الألعاب»، من أبرز محطاتها دورة برلين الأولمبية عام 1936 وتألق الأسطورة الأميركي جيسي أوينز، الذي أغضب أدولف هتلر بفوزه في أربع ذهبيات محرجاً التفوق المفترض ل«العنصر الآري» الذي نادى به الزعيم النازي. ومونديال ألعاب القوى الذي نظمت نسخته الأولى عام 1983 في هلسنكي، يثبّت موقع الرياضة الأولمبية الأولى، ويعتبر الحدث العالمي الأبرز بعد الدورات الأولمبية الصيفية وبطولة العالم لكرة القدم. ومفاخرة الاتحاد الدولي بلعبته تستند إلى معطيات وإحصاءات أكدها أمس رئيس اللجنة الأولمبية الدكتور جاك روغ، موضحاً أن ألعاب القوى لطالما كانت اللعبة الأولى في الدورات الأولمبية، وتعدت مشاهدتها تلفزيونياً نسبة 20 في المئة عن بقية المسابقات في دورة بكين 2008. وتنطلق المنافسات اليوم بعدما احتفت العاصمة الألمانية بضيوفها أمس بحفلة ساهرة صاخبة أمام بوابة براندربوغ، التي جاورت في ما مضى جدار الفصل بين الجزءين الشرقي والغربي من المدينة. وتشكّل النسخة ال12 فرصة لأبطال كثر لاستعادة هيبتهم والمحافظة على ألقابهم التي حصدوها في النسخة السابقة (أوساكا 2007) بعد إخفاقهم الأولمبي، ولتأكيد آخرين تألقوا أولمبياً مواصلة درب النجاح والتفوق. وطبعاً، تستقطب الاهتمام المواجهة المرتقبة غداً في نهائي سباق ال100 بين حامل اللقب الأميركي تايسون غاي و«السهم الأولمبي» الجامايكي أوساين بولت الذي سجل في بكين رقماً عالمياً مقداره 9.69 ثانية. وتصادف البطولة، التي يخوض غمارها 2102 مشاركة ومشارك من 202 بلد، والموسم الأخير ل«الدوري الذهب» الذي شكّل نقلة تطوير بارزة مادياً وفنياً في تاريخ اتحاد ألعاب القوى الذي يحتفل عام 2012 بعيده المئوي، وسيُطلق بدءاً من الموسم المقبل دورياً ألماسياً أكثر إثارة وتنافساً وأغلى جوائز مالية، سعياً الى جذب رعاة واستثمارات تغذي عروضه وبرنامجه من بلدان جديدة مثل البرازيل وروسيا والهند والصين وكوريا الجنوبية، علماً بأن أصحاب الألقاب العالمية سيحصدون جوائز مالية وفق ما هو معتمد منذ النسخ الأولى للبطولة، فضلاً عن جوائز إضافية لمسجلي الأرقام القياسية التي غابت عن النسخة السابقة. ومن أبرز المشاركين العرب البحرينية مريم جمال بطلة سباق ال1500م، التي أحرزت الذهبية العربية الوحيدة في أوساكا عام 2007 وكانت أول خليجية تحقق مثل هذا الإنجاز، وأخفقت العام الماضي بالفوز في بكين. كما يؤمل أن يعوّض السوداني أبوبكر كاكي، حامل الرقم القياسي العالمي للناشئين في ال800 م، خيبة بكين، ويظهر في مستواه المعهود ما يضمن لبلاده والعرب ميدالية. ويبلغ الرصيد العربي في مونديال القوى 44 ميدالية من مختلف المعادن، آخرها 5 ميداليات في أوساكا (ذهبية واحدة و3 فضيات وبرونزية واحدة). وتوزع اليوم 3 ذهبيات في نهائيات ال10 آلاف متر للسيدات وسباق 20 كلم مشياً ودفع الجلة للرجال.