ظهر الرئيس السوري بشار الأسد على شاشة التلفزيون السوري أمس مشاركاً في مراسم الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف في أحد مساجد دمشق. وهو الظهور الأول له منذ السادس من كانون الثاني (يناير). يأتي ذلك فيما أعلنت السلطات السورية عن إقامة «صلاة مليونية» اليوم الجمعة في جميع المساجد السورية من أجل عودة الأمن إلى البلاد. وبث التلفزيون الرسمي السوري بعد ظهر أمس، صوراً مباشرة ظهر فيها الأسد وهو يؤدي الصلاة إلى جانب مفتي الجمهورية أحمد بدر الدين حسون ورئيس الوزراء وائل الحلقي ووزير الأوقاف محمد عبدالستار السيد ومسؤولين آخرين. وقال إنها من جامع الافرم الواقع في حي المهاجرين في شمال دمشق. وبدا الأسد مرتاحاً ومبتسماً، وتبادل بعد انتهائه من المشاركة بمراسم الاحتفال، الأحاديث والتهاني مع بعض المواطنين المحتشدين حوله داخل الجامع كما تسلم من بعضهم الآخر بعض الرسائل المكتوبة وصافح الموجودين، وذلك قبل أن يغادر ويصعد في سيارة قادها بنفسه. وجدد وزير الأوقاف السوري محمد عبدالستار السيد في كلمة ألقاها في الاحتفال إثر صلاة العصر الدعوة التي وجهها الأسد للمشاركة في عملية الحوار، وسمى كل «من يحمل الهوية السورية وينتمي إلى هذا الوطن الغالي، معارضاً كان أم موالياً، حاقداً كان أو متسامحاً، بعثياً كان أم مستقلاً، جبهوياً كان أم متحزباً، مسيحياً كان أم مسلماً، رجلاً كان أو امرأة». وتابع «الفرصة أتت فلا تضيعوها فتضيع بلدكم وتهدموا سورية وتمزقوا وحدة وطنكم وتخونوا أماناتكم. عودوا إلى هديكم وسنّة حبيبكم وابتسامة رسولكم وها هو السيد الرئيس فتح الفرصة. الفرصة أتت والصدور انشرحت وساعة الخلاص أتت وأبواب الحوار شرعت». كما توجه الشيخ أحمد الجزائري بالدعاء للبلاد والأسد، قائلاً في آخر الصلاة «أللهم نسأك بصاحب هذه الذكرى سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) أن تعيد على هذه البلد الأمن والأمان وأن توفق بفضلك وجودك وإحسانك رئيس هذا البلد الدكتور بشار الأسد». وأضاف «أللهم وفقه لما تحبه وترضاه من القول والفعل والعمل والنية والهدى إنك على كل شيء قدير». ويعود آخر ظهور للرئيس السوري إلى السادس من الشهر الجاري عندما ألقى كلمة في دار الأوبرا في دمشق عرض خلالها «حلاً سياسياً» يقوم على عقد مؤتمر حوار وطني يقر خلاله ميثاق وطني جديد، تليه انتخابات. ولم يأت على ذكر مسألة تنحيه عن السلطة وهو الأمر الذي تطالب به المعارضة والدول الغربية. إلى ذلك، أعلنت السلطات السورية عن إقامة «صلاة مليونية» اليوم الجمعة في جميع المساجد السورية من أجل عودة الأمن إلى البلاد. ودعا وزير الأوقاف السوريين إلى المشاركة في «صلاة الحاجة التي تقام بعد صلاة الجمعة في المساجد الجامعة في سورية على نية عودة الأمن والأمان إلى ربوع الوطن». وأكد وزير الأوقاف في تصريح بثته وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن بلاده «ستنتصر على المؤامرة التي أعلنتها الدول المعادية». ويتظاهر السوريون المعارضون للنظام عادة في أيام الجمعة بعد الصلاة.