غزة، رام الله، الناصرة - «الحياة»، رويترز، ا ب - قُتل خمسة فلسطينيين على الأقل وجرح 50 آخرون في معركة «كسر عظم» بين حركة «حماس» وجماعة «جند انصار الله» السلفية المتشددة، وذلك بعد إعلان زعيمها اقامة «إمارة اسلامية» بدءا برفح، وخروج انصاره الى الشوارع بسلاحهم.ففي تحدٍ لحركة «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة، قال زعيم «جند انصار الله» عبد اللطيف موسى، الملقب ب «ابو النور المقدسي»، وهو رجل دين في منتصف العمر له لحية كثيفة، إقامة الحكم الديني في الاراضي الفلسطينية بدءاً برفح. واضاف امام نحو مئتين من انصاره في مسجد النور في رفح حيث احاط به 4 رجال مسلحين وملثمين كان أحدهم يرتدي ما بدا انه حزام ناسف: «نعلن ولادة امارة اسلامية». وعمّت المسجد صيحات وهتافات الرجال الذين احتشدوا في داخله. وحذر «حماس» من محاولة السيطرة على المسجد حيث يؤم الصلاة بأتباعه، وقال: «اذا اقتربوا من المسجد، عليهم ان يعرفوا ان ايامهم معدودة». واضاف ان انصاره لن يبدأوا بالقتال ضد «حماس»، لكن «من يستحل دمنا سنستحل دمه». وحض «كل من لديه سلاح» ان ينضم الى الجماعة وان ينفذ القرارات التي ستصدر عن جناحها المسلح في خطب الجمعة في الايام المقبلة. وقال في تحذير لقادة «حماس» الذين يسعون الى الحوار مع الغرب: «يا حكومة حماس ممن تخشون ... من أميركا ... من بريطانيا ... من فرنسا ... من الاتحاد الاوروبي ... فالله أحق أن تخشوه». وانتشر مئة عنصر ملثم من جماعته، وهم يرتدون الزي الافغاني على نسق تنظيم «القاعدة»، حاملين البنادق وقاذفات الصواريخ والهاون. وعلى مقربة منهم، انتشرت قوات امن تابعة ل «حماس» وعناصر من جناحها المسلح «كتائب القسام». وقال شهود ان الاشتباكات اندلعت عندما هاجمت «حماس» المسلحين المتحصنين داخل المسجد، في حين نقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن مسؤولي صحة ان الاشتباكات اسفرت عن مقتل خمسة اشخاص واصابة 50 آخرين، وهي حصيلة اولية. ووصف الناطق باسم «حماس» سامي ابو زهري خطاب «المقدسي» بأنه تفكير خاطئ، مضيفا في اشارة واضحة الى «القاعدة» ان «حماس» ليست لها صلة بأي جماعات اجنبية. ووصفت وزارة الداخلية في حكومة «حماس» المقالة المقدسي بأنه «مصاب بلوثة عقلية». ورصد المراقبون توترات داخل «حماس» بين تيارات النهج العملي واخرى اكثر تشددا. وكانت جماعة «جند انصار الله» اعلنت عن وجودها في غزة قبل شهرين بعد مقتل ثلاثة من اعضائها في هجوم عبر الحدود على قاعدة اسرائيلية امتطى فيه المسلحون الجياد. وهي جماعة تتبنى نهجاً متشدداً مؤيداً ل «القاعدة»، وتقول الجماعة ان «حماس» تضطهد انصارها وتصادر اسلحتهم وتعتقلهم. في غضون ذلك، وفي انتظار نتائج انتخابات «المجلس الثوري» لحركة «فتح» اليوم، حدد الرئيس محمود عباس اهم مهام اللجنة المركزية الجديدة للحركة ب «النهوض بحركة فتح». ويعكف عباس مع مستشاريه على درس توزيع لجان اللجنة المركزية، في وقت تقول مصادر فلسطينية انه يتجه الى استحداث دائرة جديدة للتخطيط والاستراتيجية في الحركة. ومن المقرر ان اعضاء اللجنة الذين يتولون حقائب تنفيذية في السلطة سيقدمون الاسبوع المقبل استقالاتهم من مناصبهم تطبيقا لقرار المؤتر عدم شغل اي عضو في اللجنة اي منصب تنفيذي في السلطة او المنظمة. وفي قراءة اسرائيلية لنتائج انتخابات اللجنة المركزية، اعتبر الباحث في معهد بحوث الامن القومي شلومو بروم ان النتائج حققت احلام الرئيس عباس والحرس الجديد، كما اكدت مخاوف القدامى من اقصائهم وساعدت في التغلب على المعارضة الخارجية، متوقعاً ان تتعزز مكانة عباس والقيادي محمد دحلان في الشارع الفلسطيني، ومضيفا ان المؤتمر اعاد «فتح» الى مركز الاجندة الفلسطينية.