مع غياب آفاق أي حل سياسي في سورية وتدهور علاقات دمشق مع الموفد العربي- الدولي للأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي، قرر الائتلاف السوري المعارض في ختام اجتماع استغرق يومين في إسطنبول بدء تحرك ديبلوماسي للضغط على الأممالمتحدة لوقف تسليم مساعدات إلى الحكومة السورية. وتأتي الخطوة عقب إعلان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن «لا بارقة أمل» حتى الآن في نجاح مهمة الابراهيمي. فيما انتقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والإبراهيمي «القوى الخارجية» التي تسلح الحكومة السورية والمعارضة. وأفاد الائتلاف السوري المعارض، في بيان في ختام اجتماعاته في إسطنبول ليل الاثنين -الثلثاء، عن بدء تحركات ديبلوماسية للضغط على الأممالمتحدة لوقف تسليم مساعدات إلى الحكومة السورية. وناقش الائتلاف، وفق البيان مسألة تشكيل «حكومة موقتة»، مشدداً على أهمية حصول ذلك «في اسرع وقت». وجاء في البيان أن المجتمعين قرروا «تشكيل لجنة للتحرك الديبلوماسي والضغط على الأممالمتحدة بغرض إيقاف تسليم المؤسسات الرسمية السورية أي معونات تم إقرارها ضمن خطة الاستجابة للمساعدات الإنسانية الشهر الماضي». وكانت الأممالمتحدة وجهت نداء في 2012 لجمع تبرعات للشعب السوري بقيمة 835 مليون دولار بينها 348 مليوناً للموجودين داخل سورية تم الحصول على نصفها، و487 مليوناً للاجئين إلى الخارج تم الحصول على 70 في المئة منها. وعادت الأممالمتحدة وأطلقت الشهر الماضي نداء لجمع مبلغ 1.5 مليار دولار للسنة الحالية. وتزور بعثة من مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة سورية منذ الجمعة، وقد التقت مسؤولين سوريين وزارت مناطق في درعا (جنوب) وحمص (وسط). من جهة ثانية، ذكر بيان الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية أن المجتمعين الذي فاق عددهم الستين ناقشوا «مسألة تشكيل الحكومة الموقتة لتسيير أمور المواطنين في المناطق المحررة، وتوافقوا على أن الأوضاع الداخلية والدولية تفرض تشكيل الحكومة الموقتة بأسرع وقت، مع الحرص على أن تكون قادرة على أداء المهمة الجسيمة المتوقعة منها». واتفقوا على «تشكيل لجنة للتواصل مع القوى الثورية والسياسية الداخلية ومع القيادات والمنظمات الدولية المختلفة لضمان قدرة هذه الحكومة على الحياة والاستمرار عندما ترى النور في القريب العاجل». وكان المجلس الوطني السوري، ابرز مكونات الائتلاف، اعلن في وقت سابق تشكيل هذه اللجنة برئاسة رئيس الائتلاف احمد معاذ الخطيب وعضوية رئيس المجلس جورج صبرا وثلاثة أعضاء آخرين، مشيراً إلى أن اللجنة ستستكشف أيضاً «مدى الوفاء بالالتزامات الضرورية لعمل الحكومة (الموقتة) مادياً وسياسياً». وستعد هذه اللجنة تقريراً تقدمه للهيئة العامة للائتلاف خلال عشرة أيام لاتخاذ القرار المناسب في المسألة. من جهة ثانية، قرر الائتلاف «تشكيل لجنة لحل أزمة المواجهات المؤسفة بين أبناء الشعب السوري في مدينة رأس العين» الحدودية مع تركيا حيث تدور منذ أيام معارك بين مقاتلين معارضين وآخرين أكراد. وقال البيان إن اللجنة «بدأت بممارسة مهمتها مباشرة واتصلت بكل القوى المتواجدة في المنطقة لحل الأزمة». وقرر الائتلاف الوطني «صرف إعانات طارئة لمدينة داريا بقيمة 250 ألف دولار من أجل رفع معاناة أهالي المدينة» التي تشهد منذ أسابيع معارك ضارية وسط محاولات من القوات النظامية للسيطرة عليها. كما شكل الائتلاف عدداً من اللجان لمتابعة الأوضاع الداخلية بينها لجنة السلم الأهلي ولجنة الجرحى والمصابين ولجنة شؤون اللاجئين السوريين. وكان الأمين العام للجامعة العربية قال أول من امس أمام قمة عربية اقتصادية عقدت في الرياض انه لا توجد حتى الآن «أي بارقة أمل» لنجاح مهمة الإبراهيمي. وأوضح «أجد نفسي مضطراً لأن أقر بأن كل الاتصالات التي أجراها الابراهيمي لم تسفر حتى الآن عن أي بارقة أمل لوضع هذه الأزمة على طريق الانفراج وبدء المرحلة الانتقالية التي تقررت منذ اكثر من ستة شهور». ودعا القمة إلى أن توجه دعوة إلى «مجلس الأمن ليجتمع فوراً ويصدر قراراً ملزماً بوقف إطلاق النار حتى يتوقف شلال الدم في سورية». وعبر الإبراهيمي وبان كي مون في نيويورك عن «خيبتهما الكبرى وقلقهما أمام اتساع عمليات الرعب والمجازر والتدمير التي تقوم بها الحكومة والمعارضة وتغذيها القوى الخارجية التي تقدم أسلحة إلى الطرفين»، وفق ما اعلن الناطق باسم الأممالمتحدة مارتن نيسيركي. وسوف يقدم الابراهيمي تقريراً عن مهمة الوساطة التي يقوم بها في سورية والتي انتقدتها دمشق بقوة خلال الأسبوعين الماضيين، إلى مجلس الأمن الدولي في 29 كانون الثاني (يناير).