دمشق، طهران، لندن، باريس - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - انتقدت المعارضة السورية وزير الخارجية وليد المعلم لقوله إن النقاش بشأن مستقبل الرئيس بشار الأسد غير مقبوله وإنه «من غير المسموح لأحد التطاول على مقام الرئاسة»، داعيا المعارضين إلى الحوار على أساس خطة الرئيس السوري. يأتي ذلك فيما قالت مصادر دبلوماسية غربية ل»الحياة» في لندن إن اتصالات تجري لترتيب زيارة لوزير الخارجية الاميركي الجديد جون كيري إلى عدد من دول الشرق الاوسط بينها السعودية وتركيا ومصر والاردن والعراق واسرائيل، لبحث عدد من الملفات بينها الأزمة السورية، التي تتفاقم ميدانيا يوما بعد يوم. إذ واصل الطيران الحربي السوري قصفه العنيف لريف دمشق وحمص وحلب وسط مؤشرات على أن الجيش السوري يستعد لعملية برية في ريف دمشق. واعتبر المعلم في مقابلة مع التلفزيون الحكومي بثتها أمس الوكالة السورية الرسمية(سانا)، أن البرنامج السياسي الذي أعلنته الحكومة السورية في ضوء خطاب الأسد في 6 الشهر الماضي، «التفسير السوري للمرحلة الانتقالية الغامضة» في اعلان جنيف. ودعا المعارضين إلى الحوار على أساس خطة الرئيس السوري، مشيراً بالاسم لأول مرة إلى «التنسيقيات» المحلية التي تشكل الجناح الميداني على الأرض لقوى المعارضة. وأكد المعلم أن الأسد طرح برنامجه «لقطع الطريق على مبادرات من الخارج بدأت تهبط علينا بالمظلات». وردا على كلام المعلم، قال منذر ماخوس سفير «الائتلاف الوطني السوري» لدى باريس إن الاقتراح الذي طرحه الأسد بشأن برلمان ودستور جديدين غير واقعي بعد اكثر من عام من اراقة الدماء في سورية. وقال ماخوس ان المعارضة وخاصة في الائتلاف السوري «لن تقدم ابدا على تشكيل حكومة مع السيد وليد المعلم ومع النظام السوري لانه ليس لدينا شيئا نبحثه مع النظام الذي يقتل شعبه ويرفض فعل أي شيئ على الاطلاق لايجاد نوع ما من الحل السياسي»، معتبرا ان الخطاب الاخير للاسد «قضى نهائيا على أي امكانية للبحث عن حل سياسي». من ناحيته، قال عضو «الائتلاف الوطني» لؤي صافي: «نحن لا نعتقد أن هؤلاء الناس صادقون فهم يلعبون بالسياسة ولا يمارسونها... لن نستمع اليهم. فبينما نحن نتحدث يقومون بقصف المدن وقتل السوريين ومهاجمة المخابز والمستشفيات فكيف نتفاوض مع هؤلاء؟». إلى ذلك، قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في حديث إلى «الحياة» إنه «تم تحذير القادة العرب بأن الصراع السوري سيستمر وقتاً طويلاً عكس ما يعتقده البعض»، مؤكداً صدق توقعات العراق في شأن النظام في دمشق وقوته. وقال إن هذا «لا يعني حب النظام بقدر ما هو معرفة بخباياه». وأوضح «أن آخر المعلومات الواردة إلى بغداد تفيد بأن سيطرة جيش النظام على محيط دمشق وريفها كبيرة مقارنة بما تقوله بعض وسائل الإعلام، كما أن سيطرة النظام تبدو جلية في دير الزور ودرعا وحلب، وهذا ما يبرر موقف الأسد في عدم الاعتراف بقرارات الأممالمتحدة أو بمقترحات الأخضر الإبراهيمي». وقالت مصادر ديبلوماسية غربية ل»الحياة» في لندن إن اتصالات تجري لترتيب زيارة لوزير الخارجية الاميركي الجديد جون كيري الى عدد من دول الشرق الاوسط. واشارت المصادر إلى ان جولته ستسبق لقاءه المرتقب مع نظيره الروسي سيرغي لافروف بحضور الإبراهيمي في جنيف بحدود منتصف الشهر المقبل، علما ان الابراهيمي سيقدم تقريرا ازاء زيارته الاخيرة الى دمشق ولقاءاته مختلف الاطراف المعنية بالازمة السورية، إلى مجلس الامن نهاية الشهر الجاري وان موسكو اقترحت عقد لقاء لممثلي الدول دائمة العضوية على هامش تقديمه التقرير. وقالت مصادر دبلوماسية غربية إن ايران اقترحت على مجموعة 5+1 اضافة الازمة السورية الى جدول الاعمال الخاص بالملف النووي، وان الطلب بانتظار نتائج الجولة المقبلة من المفاوضات الجارية بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية. ميدانيا، كثف الطيران الحربي السوري غاراته على مدينة داريا ومناطق أخرى في ريف دمشق أمس. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان إن سبعة مواطنين قتلوا «بينهم خمسة من عائلة واحدة هم رجل وزوجته وثلاثة من أبنائهما جراء قصف بالطيران الحربي على قرية الباركة بالقرب من بلدة حران العواميد في ريف دمشق». وقالت مصادر مقربة من النظام إن الجيش النظامي يتجه للقيام بعملية برية نوعية «لاجتثاث ما تبقى من إرهابيين في أوكارهم». وفي حمص، أفاد المرصد عن تعرض منطقتي جوبر والسلطانية لقصف عنيف من القوات النظامية بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في المناطق نفسها بين «مقاتلين من عدة كتائب والقوات النظامية التي تحاول فرض سيطرتها على المنطقة». وتحدثت الهيئة العامة للثورة عن «تصعيد ميداني كبير في المنطقة»، مشيرة إلى أن «أكثر من مئتي صاروخ وقذيفة ضربت مناطق جوبر والسلطانية وكفر عايا»، ما تسبب بسقوط العديد من الجرحى الذين نقلوا إلى مستشفى ميداني.