أنهت شركتا «فولسفاغن» و «بورشه» سنة ونصف سنة من النزاع المرير بينهما حول سيطرة كل واحدة منهما على الأخرى، ووقَّع مالكو الشركتين ليل الخميس الماضي، وإثر اجتماع ماراتوني، اتفاقاً يقضي بدمج «بورشه» التي تنتج سيارات رياضية فخمة و «فولسفاغن» التي تعتبر أكبر شركة لإنتاج السيارات في أوروبا. واعتبر المراقبون في ألمانيا أن اتفاق الدمج المعلن تاريخي، يفتح الباب أمام مرحلة قد تحقق حلم رئيس «فولسفاغن» فرديناند بيش بالتربع على عرش صناعة السيارات في العالم خلال السنوات المقبلة. وسيكون عليه إطلاق منافسة شرسة مع «تويوتا» اليابانية المعتبرة حالياً الأولى في العالم. واتفق مالكو الشركتين على تنفيذ الدمج على مراحل، لتبدأ الخطوة الأولى خلال فترة قصيرة وتنتهي في 2011. وتحتل «بورشه» المرتبة العاشرة على لائحة ماركات السيارات التي سبق واندمجت في شركة «فولسفاغن» وبينها «أودي» و «سكودا» و «سيات». ويؤمن الاتفاق ل «بورشه» الحصول على استقلالية نسبية في إدارة أعمال الشركة، ولأطراف أخرى بشراء أسهم أو الاستثمار فيها. وأكد ناطقٌ باسمها أمس أن قطر التي سبق لها وأعربت عن استعدادها لشراء حصة في «بورشه» ستشتري 17 في المئة من أسهمها بقيمة لا تقل عن خمسة بلايين يورو. وبحسب الاتفاق المبرم بين الشركتين الألمانيتين، تدفع «فولسفاغن» 3،3 بليون يورو إلى «بورشه» لقاء 42 في المئة من قيمتها الاسمية على أن تدفع 5،7 بلايين يورو الباقية على مراحل حتى الاندماج الكامل سنة 2011. ويصبح مقر الشركة في النمسا وتدير مبيعاتها «فولسفاغن» أيضاً. وفي 2010 ترفع شركة «فولسفاغن» رأس مالها على أن تتبعها «بورشه» بخطوة مماثلة العام الذي يليه، بهدف التغلب على مشكلة الديون التي تعاني منها والبالغة تسعة بلايين يورو. وسيكون على المصارف الدائنة ل «بورشه» الموافقة أيضاً على اتفاق الدمج الموقع ليصبح ساري المفعول من الناحية العملية، علماً أن الموافقة الشفهية أعطيت عشية الاجتماع الحاسم لمالكي الشركتين. وتحتفظ حكومة ولاية سكسونيا الواطئة بحصتها في «فولسفاغن»، وبالتالي في شركة «بورشه» وتبلغ 20 في المئة، وأقرت قانوناً يسمح لها باستخدام حق النقض ضد أي قرار أو تدبير إداري أو مالي قد يهدد مصالحها بما فيها بيع الشركة أو ابتلاعها عنوة أو طواعية من شركة أخرى. وسبق قرار الدمج تسريح رئيس مجلس إدارة «بورشه» فندلين فيدكينغ الذي كان يكافح من أجل الهيمنة على «فولسفاغن» وكان العدو اللدود لرئيسها بيش الذي يملك بدوره حصة مهمة في «بورشه».