ربما لم يدر بخلد الأسترالية كيت بلانشيت، أن ترى ذاك الكم الهائل من الفساتين «الصارخة» على أجساد ممثلات ومغنيات عربيات وخليجيات، اللاتي تفنن في ارتداء أقصرها وأكثرها عرياً، في مهرجان «دبي السينمائي» في نسخته التاسعة التي اختتمت أخيراً، فيما هي القادمة من سيدني اختارت ارتداء فستان طويل يميل إلى الرمادي يتميّز بحشمته وعدم إظهاره لأجزاء كبيرة من جسدها، كيت لم تخف صدمتها من نوعية اللباس الذي ارتدته بعض الخليجيات والعربيات، على رغم أنهن ينتمين إلى «المشرق المحافظ» على حدّ وصفها. وسجل مرتادو مواقع التواصل، استياءهم من الصور التي التقطتها عدسات المصورين، والتي ركّزت على فساتنين احتوت شيئاً من المبالغة والجرأة غير المعتادة، معتبرين أن ذلك مؤشر يثير القلق، إذ هاجم عدد من المغردين في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، الظهور الجريء للمغنية شمس التي وقفت أمام عدسات الكاميرات وهي ترتدي فستاناً قصيراً ويكشف أجزاء من منطقة الصدر، وكذلك الممثلة بدرية أحمد التي ارتدت فستاناً مكشوف الأكتاف والصدر، معتبرين أن هناك من يرغب بلفت الأنظار من خلال اعتماد أسلوب الجرأة في مهرجان خليجي يفترض فيه ظهور الاحتشام أكثر من أي مهرجان آخر. وفي مقابل هذا السخط، وجدت بعض الخليجيات إشادات من قبل متابعين نظراً لما ظهروا عليه من بساطة والتزام، كالممثلة هيفاء حسين، والممثلة هدى حسين، التي حضرت بفستان أحمر، أُستوحي تصميمه من التراث الخليجي. وطالب المخرج السعودي نوح الجمعان، بالعمل على تصحيح ما يحدث في المهرجانات العربية بالطرق النظامية، بحيث يلتزم الجميع بأزياء محتمشة ولائقة، معتبراً أن بعض الأزياء التي تم ارتداؤها في مهرجان دبي السينمائي الماضي، خادشة ومخالفة للذوق العام. وقال الممثل البحريني محمد ياسين: «كان الجيل القديم أكثر التزاماً في كل شيء، وكانت المحاذير أمام أعيننا ومن الصعب أن نتخطاها، لأننا كنا نؤمن بأن الإنسان يعكس تربيته. والفنان يحاسب من خلال ما يقدم، سواء أكان نصاً، أم دوراً، أم حتى علاقاته مع الناس، وما حدث في المهرجان خطأ كبير يتطلب التصحيح سريعاً». بدوره وصف الممثل السعودي راشد الورثان ما حدث في المهرجان ب«المخجل»، مضيفاً: «هذا أمر مرفوض تماماً، وما يُخجل بشدة أن تكون هذه التصرفات محسوبة علينا، وأي تصرف غير لائق محسوب على الوسط، ويدّعي أنها تصرفات شخصية وتمثّل صاحبها هو مخطئ».