ذكرت معلومات ان قوات النظام السوري، لا سيما سلاح الطيران، كثفت من عملياتها العسكرية ضد قوات المعارضة، فيما قتل في اليومين الماضيين صحافيان، سوري في درعا وفرنسي من اصل بلجيكي في حلب. ولفتت مواقع الكترونية سورية الى ان الطائرات الحربية السورية شنت امس 30 غارة جوية على مناطق المعضمية وداريا وبساتين جديدة عرطوز قرب دمشق، وأكدت ان «الجيش العربي السوري رفع سقف المعركة مع الارهابيين» وتوقعت»سقوط اعداد كبيرة من القتلى، تقدر بالمئات» في صفوف المتمردين. الى ذلك، أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان تجدد القصف من قوات النظام السوري السبت على مدينة داريا في ريف دمشق التي لا تزال اجزاء منها تحت سيطرة المقاتلين المعارضين، وترافق ذلك مع اشتباكات عنيفة في المنطقة. وقال المرصد في بيانات متلاحقة «تجدد القصف الصاروخي من القوات النظامية بشكل عنيف على مدينة داريا»، مشيراً الى انباء عن سقوط جرحى ودمار كبير في الابنية والممتلكات. وقتل ثلاثة رجال جراء القصف بالطيران الحربي على مدن وبلدات دوما والغوطة الشرقية، وفق المرصد الذي افاد عن قصف ايضاً على مدينتي عربين والزبداني واشتباكات بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية بالقرب من منطقة السبينة وفي محيط بلدة عقربا وبلدة المليحة وعلى اطراف مخيم خان الشيخ في ريف دمشق. وقصف الطيران الحربي السبت حي جوبر في شرق دمشق ما ادى الى سقوط جرحى وتهدم في بعض المنازل، وفق المرصد. على صعيد آخر، ذكر المرصد السوري ان قائد لواء أحفاد الرسول (من المجموعات المسلحة المعارضة للنظام) في دمشق وريفها النقيب ابو علي قتل في قذيفة صاروخية مصدرها القوات النظامية استهدفت منزله في ريف دمشقالجنوبي الجمعة. وتتركز عمليات «لواء أحفاد الرسول» بشكل اساسي في أحياء دمشقالجنوبية وريف دمشقالجنوبي. في مدينة حمص (وسط)، تعرضت بعض الاحياء التي لا تزال تحت سيطرة المقاتلين المعارضين لقصف من القوات النظامية، بعضها من طائرات حربية. في محافظة ادلب (شِمال غرب)، وقعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المعارضة على الطريق الدولي الواصل بين بلدة حيش ومدينة خان شيخون الواقعة على بعد حوالى 25 كيلومتراً من مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون منذ تشرين الاول (اكتوبر). وأوضح المرصد ان المجموعات المقاتلة المعارضة تحاول في هذه المنطقة «قطع الامداد عن معسكري وادي الضيف والحامدية» القريبين من معرة النعمان واللذين تسعى هذه المجموعات الى الاستيلاء عليهما. كما شهدت مناطق في دير الزور (شرق) ودرعا (جنوب) وادلب وحلب (شمال) غارات جوية. من جهة ثانية، اغتال مسلحون الشيخ خالد الهلال، عضو لجنة المصالحة الوطنية في محافظة درعا وثلاثة من مرافقيه على طريق الشهيب -تل اصفر. وشكل النظام بعد اندلاع الحركة الاحتجاجية ضده لجاناً للمصالحة الوطنية في مختلف المناطق في محاولة لاستيعاب الحركة المناهضة له. الى ذلك أعلنت قناة «الجزيرة» مساء الجمعة مقتل مراسلها محمد المسالمة (33 سنة) المعروف بمحمد الحوراني، برصاص قناص تابع للقوات النظامية السورية في محافظة درعا (جنوب سورية). وأوضحت القناة الى ان المسالمة، وهو سوري، استهدف «خلال تغطيته لاشتباكات في بصرى الحرير»، مشيرة الى انه يعمل معها كمراسل متعاون منذ اكثر من عام، وكان «يغطي الأحداث من الخطوط الأمامية في بلدة بصرى الحرير (...) حينما استهدفه قناص بثلاث رصاصات». وبث ناشطون على موقع «يوتيوب» الالكتروني شريطاً مصوراً يظهر فيه المراسل وهو يحمل ميكروفوناً عليه شعار القناة، برفقة عدد من المقاتلين المعارضين الواقفين خلف حائط. وفي الشريط، يركض احد المقاتلين الى الجهة الاخرى من المنطقة التي يقفون فيها. وبعد وصوله الى الطرف الآخر، يركض الحوراني ليلاقيه. وقبيل وصوله، يسمع صوت ثلاث رصاصات، ليسقط المراسل ارضاً. وأشارت القناة الى ان المسالمة «اعتقل من قبل المخابرات الجوية (السورية) في وقت سابق لبداية الثورة»، في اشارة الى الاحتجاجات المطالبة بسقوط الرئيس الاسد، قائلة انه «نشط فيها قبل ان يتحول للعمل الاعلامي». ويأتي مقتل المسالمة غداة مقتل الصحافي الفرنسي من اصل بلجيكي ايف دوباي إثر اصابته برصاص قناص خلال اشتباكات بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية بالقرب من سجن حلب المركزي، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة. وقال ناشطون معارضون على مواقع التواصل الاجتماعي ان القناص هو من القوات النظامية، وكان متمركزاً «على سطح السجن المركزي» الواقع الى الشمال من المدينة. وأعربت منظمة «مراسلون بلا حدود» عن قلقها «من الطريقة التي يجد الصحافيون انفسهم فيها وسط العنف المتصاعد»، وفق ما اوردت على موقعها الالكتروني. ودان رئيس المنظمة كريستوف دولوار «التهديدات المتنامية للصحافيين الذين غالباً ما يستهدفون»، مشيراً الى ان «سورية هي حالياً البلد الأكثر خطورة على مزودي الانباء». وتشير ارقام المنظمة الى مقتل 17 صحافياً من الاجانب والسوريين، اضافة الى 44 ناشطاً اعلامياً، منذ منتصف بدء النزاع. وقتل الجمعة 149 شخصاً في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية بينهم 103 مدنيين، وفق المرصد السوري الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له.