أثبت علماء أميركيون هشاشة سرية المعلومات الجينية التي تجمع خلال البحوث المتعلقة بالمجين البشري، مشيرين إلى صعوبة حماية السرية الطبية ومعلومات حساسة أخرى في عصر الانترنت. فبواسطة كومبيوتر واحد وشبكة الانترنت ومعلومات علنية منشورة على الانترنت، تمكن فريق من الباحثين من تحديد هوية 50 رجلاً وامرأة تقريباً قدموا عينات من لعابهم في إطار دراسات جينية، مع أن نتائج تلك الدراسات خزنت في بنوك للبيانات الجينية من دون ذكر أسماء المتطوعين. واستخدم الباحثون المعلومات الجينية الخاصة بأشخاص نُشرت خرائطهم الجينية على الانترنت، في إطار دراسة هدفت إلى وضع لائحة مفصلة بالتنوعات الجينية البشرية في العالم. وبواسطة برنامج معلوماتي خاص، ركز الباحثون على تحديد علامات جينية فريدة موجودة على الصبغيّ (الكروموسوم) الذكري الخاص برجال شاركوا في الدراسة. وبما أن هذا الصبغي ينتقل من الأب الى ابنه تماماً كاسم العائلة، يمكن تحديد أسماء الأشخاص الذين شاركوا في دراسات جينية من خلال علامات الحمض النووي الموجودة على الصبغي الذكري، وفق ما شرح الباحثون. وبالتالي، لجأ الباحثون إلى بنوك للبيانات العلنية تصنف علامات الحمض النووي الموجودة على الصبغي الذكري وفق أسماء العائلة وإلى مصادر أخرى، فتمكنوا من العثور على أسماء حوالى 50 شخصاً شاركوا في دراسات جينية. وهذا يعني أن مجرد نشر بيانات جينية خاصة بفرد واحد على الانترنت يسمح للآخرين بتحديد روابط جينية متعددة، والتعرف إلى قريب بعيد لهم لم يعلموا حتى بوجوده. ويقول الباحثون: «أظهرنا مثلاً انه إذا قدم عمك حمضه النووي إلى بنك للبيانات الجينية، يمكننا أن نحدد هويتك من خلال تلك البيانات». يذكر أن حماية سرية المعلومات الجينية مسألة تثير مخاوف الناس والعلماء في الولاياتالمتحدة خشية أن تستخدم شركات للتأمين أو أصحاب مؤسسات هذه المعلومات، خصوصاً أنها قد تكشف مدى استعداد الفرد للإصابة ببعض الأمراض.