ما هي الدوائر والآليات التي تربط بين الميول الأربعة الفائقة، والزلازل الهائلة السبعة التي يتوقع أن تجتاح المشهد العالمي، منذ اللحظة وصولاً إلى العام 2030؟ يرصد التقرير 6 مجالات من شأنها أن تُبدّل قوانين «اللعب» Game Changers عالمياً، بمعنى أنها تمثّل مجال التنازع الأساسي في المشهد العام مع ملاحظة أن الدفع بها إلى هذا المسار أو عكسه، يؤثّر في رسم مسار التفاعل بين المعطيات الكبرى في المشهد العالمي. وتتمثل «مُبدّلات اللعب» في: 1- وضع الاقتصاد العالمي واستقراره أو انهياره. 2- فجوة الحوكمة Governance Gap. فمثلاً، مع تعاظم الطبقة الوسطى، يزداد الضغط داخل كثير من الدول للحصول على نُظُم حُكم تحوز قاعدة شعبية واسعة وتكون أكثر تمثيلاً لمجتمعاتها. 3- الصراعات داخل الدول وبينها. 4- عدم استقرار التوازن في منظومات القوى الإقليمية في مناطق عدّة، خصوصاً الشرق الأوسط وجنوب آسيا في الجوار الإقليمي للصين. 5- الخيار السياسي للولايات المتحدة، خصوصاً ما يتعلّق بمدى انخراطها في المنظومة العالمية سياسياً وعسكرياً واقتصادياً. ويبرز فارق ضخم في المشهد العالمي، إذا اختارت أميركا الاستمرار في لعب دورها الكبير عالمياً، أو اعتمدت خيار الانسحاب والانغلاق نسبياً خلف حدودها المائية الكبرى. 6- المتبدّل التكنولوجي والعلمي. يعتبر التقرير هذا المتبّدل أحد أهم العناصر التي من شأنها التأثير في المسارات الكبرى، سواء في قدرته على تلبية حاجات أساسية للبشر في الوقت المناسب، أم فشله في هذا التحدي. ويرصد التقرير 4 مجالات علمية ترسم التطوّرات في الاقتصاد والاجتماع والقوة العسكرية، هي: أ- المعلوماتية والاتصالات المتطوّرة، خصوصاً الشبكات الاجتماعية والأجهزة الذكيّة، سواء في حالاتها حاضراً أم بما يستجدّ عليها من التقدّم. وتعتبر من أهم الأمور العلمية المتّصلة بصعود الفردية وتعضيد قواها. ب- الصناعة عبر الطباعة المُجسّمة الثلاثية الأبعاد 3D Printing، وتطوّر صناعة الروبوتات وعلومها. ت- التقنيات المتعلّقة بأمن المصادر الحيوية Security of Vital Resources وضمنها النانوتكنولوجيا. وتعتبر هذه التقنيات من أهم ما ينجزه العلم حاضراً، إذ شكّل التقدّم فيها الأداة التي مكّنت الولاياتالمتحدة من الوصول إلى مشارف استقلاليتها في الطاقة.