يطلّ الممثل السوري سعد مينة في الجزء الثاني من مسلسل «زمن البرغوت» فيجسد شخصية العقيد شاهر بعد اعتذار قيس الشيخ نجيب عن استكمال الدور الذي أداه في الجزء الأول. وعن هذه المشاركة يقول مينة ل «الحياة»: «تختلف هذه التجربة عن مشاركاتي السابقة في أعمال البيئة الشامية، ففي مسلسلي «الدبور» و «لعنة قسم»، كانت الشخصية التي أديتها سلبية، لكنّ الأمر مع «زمن البرغوت» مختلف، فشخصية العقيد «شاهر» إيجابية، وتحمل جانباً إنسانياً في كل علاقاتها مع من حولها، بخاصة زوجته». ويضيف: «يقدم العمل جوانب من دمشق، بخاصة خارج الحارة المغلقة، والبطولة فيه للبيئة الشامية بكل تفاصيلها». ويرى مينة أن الموسم الماضي كان موفقاً للدراما السورية، لا سيما من الناحية المادية، «إذ أمّن فرص عمل لكثير من العائلات بدءاً بالفنيين والتقنيين وانتهاءً بالممثلين والمخرجين. وهذا هو المهم في الوقت الحالي، علماً أن المستوى الفني كان مقبولاً، وحقق بعض الأعمال نسب مشاهدة عالية، مثل مسلسل «المصابيح الزرق» الذي تميز في موسم 2012». وعن تزكيته لمسلسل «المصابيح الزرق» بين الأعمال العشرين التي عرضت في الموسم الماضي، وهل السبب مشاركته فيه أو لأن القصة تحمل توقيع والده الكاتب حنا مينة، يقول: «أبداً. قدّم العمل بيئة سورية خاصة في فترة مهمة، وخاطب عقل المشاهد، مبتعداً عن الإسفاف والسطحية. أما في ما يتعلق بالقصة، فبطبيعة الحال حنا مينة أحد الأدباء السوريين الكبار، لكنّ ذلك لا يكفي لتقديم عمل مهم، ولا أخفي أنني لم أر في أي من الأعمال السابقة المأخوذة من أعماله (وبعضها شاركت فيه) عملاً متميزاً. الأمر مختلف مع «المصابيح الزرق» فهو عمل متكامل على كل المستويات بدءاًمن القصة مروراً بالتمثيل، وصولاً الى الإخراج، كما يجب ألا ننسى الإنتاج الضخم». ويتابع: «هناك أعمال أخرى كانت على السوية المطلوبة، لكنني أرى أن كل أنواع الدراما (سورية كانت أم عربية)، لم تحظ بنسب المشاهدة المعتادة في رمضان، فالأحداث التي تمر بها المنطقة العربية جعلت المشاهد يحيد عن متابعة الأعمال الدرامية، وأصبحت الفضائيات الإخبارية هي المادة الأساسية، وتحول مذيعوها إلى الأبطال في موسم 2012، بل في عام 2012 ككل». ويبدي مينة تفاؤله بالكم الإنتاجي للموسم المقبل، ويقول: «أتمنى أن نصل إلى رصيد الموسم الماضي من الأعمال، ولكن يبقى الأهم أننا موجودون في دمشق ونعمل رغم كل الظروف التي تمر بها البلاد. بعضهم يعتبر أننا كممثلين نتسلى في حين أن المواطن السوري يعاني، أو نستهزئ بالآخرين نتيجة عملنا في هذا الوقت. وهذا الأمر مرفوض، فنحن بشر ككل السوريين ونتأثر ونحزن لما يحدث، ونتمنى الأفضل لبلدنا، وبالطبع نتمنى الأمن والأمان، لكنّ هذا لا يعني أن نتوقف عن العمل، فهذه مهنتنا ومصدر رزقنا، وإذا توقفنا سنموت من الجوع».