للعام الثاني يطل النجم السوري رشيد عساف عبر الدراما، بعد غربة طويلة لسنوات قضاها مشاركاً في الدراما الخليجية. فبعد إطلالته في موسم 2011 عبر ثلاثة أعمال («الحسن والحسين»، «الخربة»، «رجال العز»)، يجسد هذا الموسم شخصية العكيد «أبو أدهم» في مسلسل «زمن البرغوت» للمخرج أحمد إبراهيم أحمد، إلى جانب أيمن زيدان وسلوم حداد وعدد من نجوم الدراما السورية. «الحياة» التقت عساف في حوار حول مسلسله الجديد، شرح فيه أسباب اعتذاره عن عدم المشاركة في مسلسل «حسن البنا»، وحدد مصير مسلسل «الشيخ أحمد ياسين»، وبعض القضايا الدرامية الأخرى. وفي مستهل اللقاء، أشاد عساف بكاتب مسلسل «زمن البرغوت» محمد زيد، واعتبر العمل نقله نوعية في أعمال البيئة الشامية، وقال: «هذا المسلسل من أجمل الأعمال التي قرأتها في الفترة الأخيرة، علماً أنني قرأت ما يزيد على خمسة نصوص، لكنّ «زمن البرغوت» جذبني منذ قراءتي للحلقة الأولى، فهو عمل شامي يملك صدقية كبيرة، وقريب من الواقع، ومرجعيته التاريخية التي تعود إلى الفترة الممتدة بين السفر برلك ودخول الفرنسيين، ألبست حكايا وقصصا درامية مميزة. فعلى رغم أن العمل يعود الى العشرينات، فإن قصصه تُشعر المشاهد بأنها تجري الآن، وأعتقد أن الكاتب في أول أعماله سخّر كل قدراته، واستخدم كل مخزونه الثقافي والمعرفي والتاريخي، لتقديم مسلسل خاص سيحدث فارقاً درامياً على خريطة 2012». واضاف: «في الفترة الأخيرة، ونتيجة طلب الفضائيات لدراما البيئة، تحولت هذه الأعمال إلى واقع افتراضي، أي فانتازيا». وعن حضوره في مسلسلات البيئة الشامية وهو ابن حوران (جنوب سورية) وما يشكله ذلك من عبء على الأداء، قال: «لا أعتقد أن هناك مشكلة أو عبء، فأنا ابن البيئة الشامية، اذ نشأت وترعرعت في حي القيمرية الدمشقي، وهذا ساعدني كثيراً في مشاركتي في أعمال البيئة، وبدا ذلك واضحاً في «رجال العز» الذي قدمته في الموسم الماضي مع المخرج علاء الدين كوكش». واشار عساف الى أنه لن يشارك خلال هذا الموسم في أي مسلسل آخر، وقال: «اعتذرت عن أكثر من عمل، إما بسبب النص وإما بسبب الأجر. كما عرض علي أخيراً عمل بيئة شامي آخر، لكنني اعتذرت عنه لأن الدور كان لشخصية «زعيم»، وبالتالي سيحدث تضارب بين هذه الشخصية وشخصية «العكيد» في «زمن البرغوت». وبطبيعة الحال، أفضل أن أطل في عمل واحد في العام، أو عملين، وما حدث في الموسم الماضي بإطلالتي عبر ثلاثة أعمال كان استثناءً». وعن سبب غيابه المتكرر عن الدراما السورية، وهل للمنتجين دور في استبعاده أم لشللية، أجاب: «لا أعتقد أن هناك دوراً للمنتجين في غيابي، كما أن موضوع الشللية ليس له دور كبير، إذ أرى انه في ظل الأعمال الكثيرة التي تنتج، يصبح هناك انسجام وتوافق بين بعض المخرجين والممثلين وحتى الفنيين، ما يدفعهم للعمل معاً لفترات طويلة. اما السبب الرئيسي لغيابي، فهو ارتباطي بأكثر من عمل خليجي في المواسم الماضية، ما أبعدني عن الدراما السورية، إضافة إلى أن المورد المالي من الأعمال السورية التي عرضت عليّ في الفترة السابقة لم يكن ملائماً». وردّ عساف على ما تناقله بعض المواقع الإلكترونية حول مشاركته في مسلسل «حسن البنا» نتيجة خلاف فكري مع الجهة المنتجة (جماعة الإخوان المسلمين)، وقال: «أؤكّد عبر «الحياة» أن اعتذاري عن مسلسل «حسن البنا» ليس له أي بعد فكري، ولا يوجد أي خلاف من الناحية الفكرية أو الدينية، ولكن بعد المؤتمر الصحافي الذي عقدناه في مصر، كان الاتفاق أن يعرض الفيلم والمسلسل بعد العيد الثاني، لكن هذا لم يحصل، كما أنه خلال الفترة التالية للإعلان عن العمل لم يصلني أي خبر من الشركة المنتجة، ولم يصل النص أو التفاصيل، لذلك اعتبرت أنني بحِلٍّ من أمري تجاه الشركة، بخاصة أن المنتجين في حال أرادوا طرح اسمي في اي عمل، سيمتنعون، لالتزامي بعمل آخر». واضاف عساف: «ما قدم لي من ورق في الفترات الأولى عن حسن البنا وخلفيته الفكرية والحياتية، يؤكد أنه شخص وسطي، وهذا ما شجعني على الموافقة على العمل، فنحن نعيش في بلدان ذات تعددية مذهبية ودينية وعرقية، وكان السؤال الأهم: ما هو البيان؟ وما هي الرسالة التي سنقدمها لهذه الفئات؟ وكيف سنقدم حلاًّ وسطاً نستطيع العيش عبره في شكل حقيقي أمام الفسيفساء الديني والعرقي والذهبي؟ ثم ان حسن البنا بحسب قراءتي إنسان منفتح وصداقته مع مكرم عبيد باشا (القبطي) خير دليل على ذلك، إضافة إلى تحريمه القتل للوصول إلى السلطة و ما أدى لاحقاً الى خلاف مع الجماعة، يؤكد أنه شخصية تستحق التقديم، ويمكن أن تحقق المعادلة التي أصبو إليها، وتجيب عن الأسئلة التي طرحتها سابقاً». وعن احتمال إعادة إحياء المشروع مجدداً، ومدى استعداده للعودة إلى العمل، قال: «لا مشكلة، لكنّ ذلك محكوم بالظروف الجديدة ومدى تفرغي». واوضح عساف ان مشروع تجسيد شخصية الشيخ أحمد ياسين مازال قائماً، وقال: «شخصية الشيخ ياسين أيضاً وسطية، ويجب الخوض فيها، وتقديمها للمشاهد العربي. وعلى رغم أن بعضهم يرى ضرورة في الابتعاد عن المواضيع الدينية في هذه الفترة، لكنني مصرّ على المشروع، لأنه سيقدم للجمهور فكراً جديداً، لذلك أقول إن المشروع قائم، وهو من تأليف محمد عمر، وسيكون من إخراج عبد الباري أبو الخير ابن البيئة الفلسطينية وابن الثورة الفلسطينية، ما يشجع أكثر فأكثر». وعن عزم حسن يوسف على تقديم الشخصية نفسها، أضاف: «لا مشكلة في أن تُقدم شخصية الشيخ ياسين أكثر من مرة، كما حدث مع شخصية صلاح الدين، وأنا أتمنى ذلك، فغنى الشخصية وسيرتها المشوقة قابلان للتقديم بطرق عدة، وبقراءات ورؤى ومعالجات متنوعة». وأضاف: «أريد أن أصحح أمراً مهماً، فالنجم حسن يوسف صرّح بأنه لا يريد أن يقدم شخصية الشيخ ياسين كما قدمتها أنا، وهذا الكلام غير دقيق، إذ لم أقدمها بعد، والعمل لم ينطلق لكنه مازال قائماً وسيرى النور قريباً».