توجهت الأنظار أمس إلى رنا زوجة العريف في الجيش اللبناني علي البزال المحتجز لدى «جبهة النصرة»، بدل المسؤولين والوسطاء في متابعة قضية العسكريين المحتجزين لدى تنظيم «داعش» و»النصرة»، بعدما تمكنت أول من أمس من مقابلة خاطفي زوجها «لطلب الرحمة لزوجي ولجميع الأسرى وإيقاف مسلسل القتل»، كما قالت في مؤتمر صحافي عقدته أمس في البزالية في البقاع الشمالي.(للمزيد) وكانت رنا البزال وهي من بلدة عرسال أصلاً (من آل فليطي) توجهت إلى جرودها واجتمعت مع مسؤولين في «النصرة» أول من أمس. ووجّهت انتقادات إلى «سياسيين غير مهتمين بحياة الأسرى ومصيرهم وأحمّلهم مسؤولية هدر الدماء». وتوجّهت إلى الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله «بما أن زمام الأمور بيده وكفى نختبئ وراء إصبعنا»، قائلة: «أوقف سفك الدماء وافتح مجالاً للمفاوضات. الوقت يداهمنا، ففي غضون 48 ساعة سيُقتل جميع العسكريين الواحد تلو الآخر». كما طالبت رئيس البرلمان نبيه بري وزعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بإبعاد خلافاتهم عن القضية. كما انتقدت سفرات رئيس الحكومة تمام سلام وقوله إنه لن يفاوض تحت الضغط. وأكدت أن التحرك التصعيدي للأهالي سيستأنف اليوم. وإذ وصفت البزال مطالب الخاطفين بأنها ليست تعجيزية، قال الرئيس سلام من نيويورك حيث بدأ لقاءاته مع رؤساء الدول باجتماع مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن لبنان لن يرضخ للابتزاز الذي يمارسه خاطفو العسكريين، معلناً أن الحكومة طلبت في المفاوضات غير المباشرة أن تكون نقطة الانطلاق الثابتة في التفاوض مع الخاطفين وقف عمليات القتل. وقال سلام لقناة «العربية» إنه سيثير موضوع العسكريين المخطوفين مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي سيلتقيه على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأمل سلام بأن يكون الأتراك باتوا قادرين على المساعدة في هذا الملف بعدما حرّروا رهائنهم ال 49 الذين كانوا محتجزين في العراق. وأشار إلى أهمية المساعي التي تقوم بها قطر، ودعا اللبنانيين إلى تمتين وحدتهم الداخلية لتفويت الفرصة على الإرهابيين الذين يريدون زرع الفتنة المذهبية في لبنان. وقال إن الرئيس السيسي أبدى له كل رغبة في مساعدة لبنان لإدراكه خطر الإرهاب الذي ينتشر في المنطقة. وأكد سلام «الثقة الكاملة بالجيش الذي هو جيش وطني يضمّ كل المكونات اللبنانية وهو يمارس مهمّاته بكل كفاءة ونحن نقف وراءه». وكانت «النصرة» أعلنت على «تويتر» أن قصف الجيش اللبناني مواقعها أدى إلى استهداف المكان الذي تحتجز فيه العسكريين اللبنانيين داعية أهاليهم إلى «معرفة من يريد التخلص من أبنائهم». واستشهد جندي في الجيش اللبناني أمس نتيجة إطلاق النار عليه من مجهولين في مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين في الشمال. وطغت قضية العسكريين على المشهد السياسي اللبناني على رغم أن يوم أمس شهد فشلاً جديداً للمجلس النيابي في انتخاب رئيس جديد في الجلسة الثانية عشرة التي كانت مخصصة لهذا الغرض، لأن النصاب لم يتأمن لانعقادها كالعادة، بفعل قرار «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي الذي يتزعمه العماد ميشال عون وكتلة نواب «حزب الله». وحضر عدد قليل من النواب إلى البرلمان لأن النتيجة معروفة سلفاً. وخطف اتفاق مفترض بين كتل نيابية من قوى 14 آذار وقوى 8 آذار على عقد جلسات تشريعية للضرورة بعد تجميد العمل التشريعي، بفعل الشغور الرئاسي، الأضواء من انتخابات الرئاسة على أن تعقد جلسة لإقرار سلسلة الرتب والرواتب المجمدة منذ أشهر، الأسبوع المقبل.