سارع المدير العام للشؤون الصحية في منطقة حائل الدكتور نواف الحارثي، إلى احتواء قضية ولادة مواطنة على قارعة الطريق في أجواء شديدة البرودة بين مدينتها «تربة» ومستشفى بقعاء، إذ التقى زوج المواطنة ووفداً من أهالي «تربة»، واستمع إلى مطالباتهم التي تمحورت حول بناء مستشفى، وتوفير خدمات صحية واختصاصيات ولادة وممرضات للمركز الصحي. وذكر المتحدث الإعلامي باسم المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة حائل ماجد المعيلي ل«الحياة»، أن مدير «صحة حائل» الدكتور نواف الحارثي التقى زوج المواطنة ووفداً من أهالي تربة (180 كيلومتراً شرق مدينة حائل)، لكنه رفض التعليق عمّا دار في اللقاء، مؤكداً أن بياناً سيصدر غداً بعد اكتمال المعلومات عن حاجة مدينة تربة كافة. وقال ممدوح العلي أحد أهالي مدينة تربة ل«الحياة»: «ذهبنا بصحبة سند الشمري الذي ولدت زوجته على الطريق إلى «مدير صحة حائل» لنقل هموم الأهالي ومعاناتهم الصحية أول من أمس، فوعدنا بأنه سيتابع الموضوع، وسينسق مع مستشفى النساء والولادة لمحاولة نقل اختصاصية وممرضات ولادة إلى المركز الصحي». وأضاف أن الوفد طالب بتحويل المركز الصحي إلى مستشفى، وفتح باب الطوارئ 24 ساعة، نظراً لأن «تربة» تخدم عدداً كبيراً من القرى المحيطة. وأكد عضو المجلس البلدي في «تربة» ممدوح سنيد الشمري ل«الحياة»، أن «مدير الشؤون الصحية» حضر بنفسه إلى المركز الصحي في تربة في وقت سابق، واطلع على ما يحتاجه من تجهيزات وكادر صحي «لكن لم نر أي شيء على أرض الواقع». وأضاف أن ما يقدم للمواطن من خدمات صحية في مدينة تربة «يندى له الجبين»، فالمدينة بحاجة ملحة إلى مستشفى، إذ إن عدد سكانها الفعلي يزيد على 7 آلاف نسمة، وتتبعها قرى كبيرة كالحيانية والزبيره وجبله وأشيقر والجبيلي والدحيلانيات وهجرة ربيع وهجرة الفريهيدية، كما أن المركز الموجود فيها يعاني نقصاً في كثير من الخدمات الأساسية، إذ لا يوجد فيه إلا سائق واحد وهو في إجازة مدة ثلاثة أشهر، ويقوم بعمله الممرضون الذين يتناوبون بين قيادة السيارة وإسعاف المرضى. ولفت إلى أن المركز مزوّد بجهاز أشعة متطور، ولكن ليس هناك فني أشعة ثابت للمركز، ولا صيدلي ثابت، إضافة إلى أن مدينة تربة بحاجة إلى ثلاث سيارات إسعاف لتخدم المواطنين في شكل سليم. وقال الشمري: «المركز به نظام طوارئ 24 ساعة، لكن هذه الخدمة بحاجة للدعم بعدد من الأطباء والممرضين والنظام، ينص على وجود الممرض، وهذا ما نفتقده في المركز، ولا وجود للممرض وقت الطوارئ قطعياً، وهذا بسبب النقص الحاد في عدد الممرضين، والمريض بحاجة ملحة للخدمة والعناية». إلى ذلك، أكد زوج المواطنة سند الشمري أن طفلته لا تزال في قسم العناية في مستشفى النساء والولادة في مدينة حائل، فيما بدأت زوجته تستعيد صحتها. وكان الشمري (45 عاماً) قال ل«الحياة»: «ذهبت بزوجتي إلى مركز تربة الصحي (180 كيلومتراً شرق مدينة حائل)، عندما شعرت بآلام المخاض، فلم أجد كادراً طبياً لتوليدها، كما لم أجد سيارة إسعاف، وبعد أن انتظرت أكثر من 10 دقائق اضطررت إلى نقلها بسيارتي إلى محافظة بقعاء التي تبعد 80 كيلومتراً عن مدينة تربة، وفي الطريق اشتدت آلام المخاض عليها، فتوقفت بجانب الطريق، لتلد زوجتي داخل السيارة، وكانت درجة الحرارة وقتها أقل من صفر مئوية».