نشرت صحيفة الحياة خبرا حول سيدة وضعت مولودتها على قارعة الطريق في هذا البرد الزمهرير وروى الزوج للزميل المحرر القصة المنهكة قائلا «ذهبت بزوجتي إلى مركز تربه الصحي (180 كم شرق حائل) عندما شعرت بآلام المخاض، فلم أجد كادرا طبيا لتوليدها، كما لم أجد سيارة إسعاف، ما اضطرني إلى نقلها بسيارتي إلى محافظة بقعاء التي تبعد 80 كم عن مدينة تربه، وفي الطريق اشتدت آلام المخاض عليها، ما اضطرني إلى الوقوف بجانب الطريق لتلد زوجتي داخل السيارة وكانت درجة الحرارة أقل من صفر مئوية»!. بقية فصول القصة يرتعش لها الانسان بردا وألما، حيث دخل الزوج مستشفى بقعاء وهو يحمل مولودته التي يقول الأطباء إن صحتها بدأت بالتحسن بعد أن عانت منذ لحظات ولادتها من البرد الشديد، وقد حاول الزميل مراسل الحياة الوصول إلى الناطق الرسمي لصحة حائل ولكن جوال الناطق كان مغلقا لا ينطق!. علامات الاستفهام التي ترتجف بردا ووحشة تحاول عبثا أن تدفئ نفسها عبر التلاحم والاندماج في سؤال واحد هو: ما قيمة أن تكون ميزانية وزارة الصحة 100 مليار إذا كان مثل هذا يعد حدثا عابرا ولا يوجد أي ضمانات لعدم تكراره؟ فالمركز الصحي في هذه البلدة يخدم عددا من القرى والبوادي التابعة لها ويوجد الكثير من المراكز الصحية المشابهة له في شمال البلاد وجنوبها وشرقها وغربها كلفت الدولة المليارات ولكن أغلبها ليست أفضل حالا من مركز تربه الصحي الذي نشرت صحيفة الحياة صورة لمبناه وكأنها تؤكد أن الخدمات الصحية برمتها مبنى بلا معنى!. المفروض أن تتوقف وزارة الصحة والهلال الأحمر عند هذه القصة ولو لخمس دقائق ويتخيل المسؤولون أنفسهم في مثل هذا الموقف شديد البرودة وبعد أن تسري في أوصالهم رعشة الزمهرير عليهم أن يواجهوا الصقيع بطريقة مختلفة، فلم يعد إشعال نار التصريحات بتشكيل لجان التحقيق التي غالبا لا تؤدي إلى شيء أمرا يبعث الدفء في صدور المواطنين، بل المطلوب اليوم هو رفع (البطانيات) السميكة التي تغطي الخدمات الصحية بشكل عام ومراكز الرعاية الصحية الأولية بشكل خاص وكذلك خدمات الإسعاف وخصوصا في القرى والبلدات البعيدة، ومن هنا حتى ترفع البطانيات نترككم مع أغنية محمد عبده: (والله الجفا برد.. وقل الوفا برد.. والموعد المهجور ما ينبت الورد)!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة