أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس أن مجلس الأمن سيعقد قريباً جلسة خاصة واستثنائية في صنعاء في إطار إظهار دعمه للتسوية السياسية الراهنة في اليمن، في بادرة هي الأولى في تاريخ منطقة الشرق الأوسط. وقال هادي خلال ترؤسه اجتماعاً مشتركاً لمجلسي النواب والوزراء غاب عنه رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة، إن رئيس مجلس الأمن وجميع أعضاء المجلس سيزورون اليمن ويعقدون جلسة استثنائية، اعتبرها بمثابة «رسالة دولية وأممية كبيرة تؤكد دعم العالم للتسوية السياسية، وما علينا نحن هنا إلا أن نغلق صفحة الماضي بكل ما لها وعليها ونفتح صفحة جديدة ناصعة البياض ونكتب عليها مستقبل اليمن الجديد». وأشار هادي إلى تحسن تدريجي في الجانب السياسي، وقال: «نتطلع إلى أن يكون العام الجديد أفضل من الذي سبقه في ما يخص تنفيذ المبادرة الخليجية، وقراري مجلس الأمن الدولي الرقم 2014 و 2051». وأضاف أن العمل يمضي بوتيرة عالية لأنه لا يوجد أي مخرج آخر، ونحن نعتبر أن المبادرة الخليجية قد مثلت أفضل وأشرف مخرج لليمن ولليمنيين وعلى قاعدة لا غالب ولا مغلوب من أجل السلام والوئام وخروج اليمن من المحنة الكبرى، ومن أجل استقراره وأمنه ووحدته». وتابع: «لا يمكن أن ننسى وقوف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز مع اليمن في أشد الظروف حلكة، وهذه مكرمة لن ينساها اليمنيون على الإطلاق». وجاء الاجتماع في وقت يواجه فيه الرئيس اليمني رفض بعض الأطراف المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، وفي مقدمها فصائل «الحراك الجنوبي» الانفصالية، ومماطلة أطراف أخرى في تقديم أسماء ممثليها ومندوبيها إلى المؤتمر، ومنها حزب «المؤتمر الشعبي العام» الذي يتمسك الرئيس السابق علي عبد الله صالح بزعامته، وحركة «الحوثيين» في الشمال، بالإضافة إلى استمرار التراشق السياسي والإعلامي بين أطراف «التوافق»، ما أدى إلى عرقلة جهوده لعقد مؤتمر الحوار، وتأجيل موعد انعقاده أكثر من مرة. كما يأتي الإعلان عن عقد اجتماع مجلس الأمن في صنعاء، بعد أيام من مهرجان أقامته في عدن فصائل في «الحراك» ورفعت خلاله علم الدولة الجنوب، وطالبت بالاستقلال عن الشمال، رافضة المشاركة في الحوار، ما شكل تحدياً كبيراً للرئيس المتحدر من الجنوب. وفي سياق منفصل، اغتال أمس مسلحان مجهولان يعتقد أنهما ينتميان إلى تنظيم «القاعدة» نائب مدير أمن محافظة ذمار العقيد ركن عبدالله الموشكي، في أحد شوارع مدينة ذمار (100 كيلومتر جنوب صنعاء)، ولاذا بالفرار على متن دراجة نارية. ودهمت قوات الأمن اليمنية امس منزلاً في الأطراف الشمالية للعاصمة تستخدمه خلية ل «القاعدة» مسؤولة عن اغتيال عدد ضباط الجيش والاستخبارات اليمنية في صنعاء خلال العام الماضي، واعتقلت مسلحين كانا فيه، وضبطت بحوزتهما كمية من المتفجرات وأدوات تصنيعها، بالإضافة إلى أحزمة ناسفة، ووثائق عن كيفية تنفيذ عمليات الاغتيال.