قالت روسيا إن إحالة ملف جرائم الحرب المرتكبة خلال النزاع في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية ستكون لها «نتائج عكسية»، بعد اقتراح بهذا الصدد تقدمت به 57 دولة على رأسها سويسرا. ويعزز الموقف الروسي الفجوة الموجودة بالفعل بينها وبين غالبية الدول الغربية والعربية في ما يتعلق مع ملف الأزمة. وجاء في بيان للخارجية الروسية أمس: «نعتبر أن هذه المبادرة تأتي في غير وقتها كما ستكون لها نتائج عكسية على مستوى الهدف الرئيسي حالياً وهو الإنهاء الفوري لسفك الدماء في سورية». وتابعت الوزارة: «إننا مقتنعون بأن التكهنات بخصوص ملاحقات جنائية دولية للبحث عن المذنبين لن تؤول إلا إلى تعزيز المواقف المتشددة لدى الأطراف المتنازعة». وكانت 57 دولة تتصدرها سويسرا وجهت أول من أمس رسالة إلى مجلس الأمن الدولي تطالبه بإحالة ملف التحقيق في جرائم حرب مرتكبة في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية. وأشارت الرسالة إلى ضرورة إجراء تحقيق المحكمة الجنائية الدولية «من دون استثناءات وأياً كان المسؤولون» عن التصفيات وذلك في إشارة إلى رأس النظام الرئيس السوري بشار الأسد. وسورية ليست من الدول الموقعة على اتفاقية إنشاء المحكمة الجنائية الدولية لذلك ينبغي تدخل مجلس الأمن الدولي لإحالة ملفها إليها ما يبدو غير مرجح حالياً نظراً إلى حماية موسكو وبكين لحليفتهما دمشق في مجلس الأمن. وسبق أن مارست الصين وروسيا حقهما في النقض ثلاث مرات حيال مشاريع قرارات غربية ترمي إلى الضغط على الرئيس السوري. ورفض البلدان توقيع العريضة السويسرية فيما لم توقعها الولاياتالمتحدة غير العضوة في المحكمة الجنائية، لكنها أعربت عن تأييدها لها بحسب ديبلوماسيين. ومن شأن اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية إفشال محاولات روسية للتوصل إلى حل سياسي بمشاركة الأسد. وتريد موسكو أن يظل الرئيس السوري حاضراً بصفة شرعية في ملامح المرحلة الانتقالية وهو نفس موقف دمشق التي يبدو أن تنحي الأسد قريباً ليس على جدول أعمالها. وأكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، في حديث بالإنكليزية أدلى به إلى هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) من دمشق أول من أمس، حق الأسد الذي تطالب المعارضة والدول الغربية برحيله، في الترشح مجدداً إلى الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2014 وأفاد المقداد خلال المقابلة رداً على سؤال عن رغبة الأسد بالترشح إلى الانتخابات المقبلة، بالقول: «أين الخطأ في ذلك؟». وأضاف أن «نظاماً جديداً بقيادة الرئيس الأسد هو نظام يتمتع بالمصداقية، فلم استبعاده بشكل تلقائي؟».