أعلن السفير الفرنسي في لبنان باتريس باولي، اليوم الثلاثاء، أنه لا يوجد قرارات نهائية تتعلق بقضية اللبناني جورج عبد الله الذي ينتظر تنفيذ قرار الإفراج عنه بعد ثلاث عقود قضاها في السجون الفرنسية. وقال باولي للصحفيين اثر اجتماعه الى وزير الخارجية اللبنانية عدنان منصور "أعتقد أنه يجب دائماً التذكير بالوقائع كما هي، نحن اليوم في وضع انتظار القرار، نحن اليوم ننتظر القرار وعلى عكس ما قيل ليس هناك من قرارات نهائية تتعلق بهذه القضية". وأضاف هناك قرار صادر عن محكمة تطبيق العقوبات، "واليوم يجب اتخاذ قرارت أخرى، وسوف تتخذ المحكمة قراراً في 28 كانون الثاني/يناير الحالي بشأن إطلاق سراح عبد الله". وأشار الى أن هناك قراراً يتعلق بالترحيل النهائي لعبد الله من فرنسا، والمتوقف على وزير الداخلية الفرنسي، "وكل هذا هو حالياً موضع نقاش، والسلطات المختصّة سوف تتخذ القرار. كما أن هناك اهتماماً يتم التعبير عنه هنا في لبنان وهو مرتبط بالسلطات وبوزارة الخارجية بشخص وزيرها الذي قابلته اليوم، وسوف أنقل هذه الاهتمامات الى السلطات الفرنسية". وقال "ما تم انتقاده أمس (من المتظاهرين المعترضين على تأخير الإفراج عن عبد الله) ليس قراراً، لأنه لا قرار متخذاً بعد في هذه القضية، إنما نحن في انتظار صدور القرار ذات الصلة اليوم. إذاً لن أعلّق على القرارات القضائية، وأعتقد أنه يجب أن نصبر". ورداً على سؤال عن أن الولاياتالمتحدة طلبت من فرنسا تأجيل البت بقرار الإفراج عن عبد الله، أجاب السفري الفرنسي "ليس لدي أي تعليق.. على كل شخص أن يقرأ بنفسه ما تم التعليق عليه من قبل البعض، أو من قبل الناطقين باسم الحكومات أو الحكومات نفسها في بلد ما. ولكن بالنسبة لي فإن القرار في فرنسا يتخذ بكل استقلالية من قبل القضاء الفرنسي والحكومة الفرنسية". وحول المظاهرة التي حصلت أمس أمام سفارة بلاده في بيروت مطالبة بالإفراج الفوري عن عبد الله، قال إنه "من الواضح أن هناك اهتماماً بمشاعر المجتمع اللبناني، وقد تم التعبير عنها أمام السفارة أمس والمتعلقة بمصير جورج إبراهيم عبدالله". وأضاف أن "المظاهرة أمس كانت تعبيراً عن مشاعر الكبت والإحباط التي نستطيع تفهّمها من قبل ذويه الذين كانوا يتنظرون الإفراج المشروط عن جورج إبراهيم عبدالله، وهذا ما شاهدناه أمس تعبيراً عن مشاعر الإحباط والغضب وسوء الفهم". وتظاهر عدد من اللبنانيين المحتجين على إرجاء إطلاق عبد الله، أمام السفارة الفرنسية في منطقة المتحف في بيروت أمس الاثنين، وقاموا برشق باب السفارة بالبيض، فيما نصب بعضهم الخيم تحضيراً لما قالوا إنه اعتصام مفتوح للضغط على فرنسا لإطلاق عبد الله. وكان القضاء الفرنسي قرّر الخميس الماضي، الإفراج عن اللبناني جورج عبد الله المسجون منذ 29 عاماً بتهمة قتل دبلوماسيَين أميركي وإسرائيلي في باريس عام 1982، شرط ترحيله من البلاد، بعدما رفضت محكمة تطبيق العقوبات في باريس الاستئناف الذي تقدّمت به النيابة العامة اعتراضاً على قرار الإفراج. لكن وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس، رفض توقيع قرار الإفراج عن عبد الله الذي كان مقرراً اليوم، وقد تم تحديد جلسة في 28 كانون الثاني/يناير الحالي للنظر في القرار، فيما لم تستطع محكمة تطبيق العقوبات في باريس اتخاذ القرار بالإفراج عن عبد الله، لأنها لم تحصل على قرار موقّع من وزير الداخلية يقضي بترحيله. يذكر أن الولاياتالمتحدة أعربت على لسان المتحدثة باسم الخارجية فيكتوريا نولاند، عن معارضتها لقرار الإفراج عن عبد الله، خوفاً من "عودته إلى ميادين القتال".