تواصلت الاشتباكات وعمليات القصف في أنحاء مختلف في سورية خلفت عشرات القتلى والجرحى، بينهم 12 طفلاً قتلوا في قصف جوي في ريف دمشق. وأعلن حلف شمال الاطلسي ان صواريخ «باتريوت» التي نشرت في تركيا ستصبح جاهزة للعمل في مطلع شباط (فبراير) وربما قبل ذلك، وأكد إطلاق القوات السورية صاروخاً قصير المدى الاحد ما يرفع عدد الصواريخ التي اطلقتها الشهر المنصرم الى 20 صاروخاً، كما سقطت قذيفة اطلقت من سورية ليل الاحد الاثنين في جنوب شرقي تركيا. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي ان «8 اطفال وخمس نساء قتلوا في غارة نفذتها طائرة حربية على مدينة المعضمية» قرب دمشق، مشيراً الى ان عدد القتلى قد يرتفع بسبب «وجود اشخاص تحت الانقاض وجرحى في حالة خطرة». وقال ناشط يعيش في المعضمية طلب عدم نشر اسمه إن القتلى أفراد عائلتين. واوضح ان اعمار الاطفال الذين سقطوا جراء الغارة تراوح بين ستة اشهر و14 سنة. وقالت وكالة الانباء الرسمية السورية «سانا» ان «ارهابيين من داريا اطلقوا اليوم (أمس) قذيفة باتجاه المعضمية اصابت مبنى مدنياً»، ما أدى «الى وقوع ضحايا بينهم اطفال ونساء». كما افاد المرصد عن غارة اخرى شنها الطيران الحربي على منطقة العتيبة في ريف العاصمة، ما ادى الى مقتل ثلاثة اشخاص بينهم طفل. وأدى القصف على بلدة حوش عرب في المنطقة نفسها الى مقتل اربعة اشخاص من عائلة واحدة، بينهم طفل يبلغ من العمر ست سنوات وشقيقه (18 عاما) وابن عمهما (سبع سنوات)، بحسب المرصد. واحصى المرصد مقتل اكثر من 3500 طفل في النزاع المستمر في سورية منذ نحو 22 شهراً. وتشهد مناطق واسعة في محيط دمشق منذ اشهر حملة عسكرية واسعة تنفذها القوات النظامية للسيطرة على معاقل يتخذها المقاتلون المعارضون قاعدة خلفية لهجماتهم تجاه العاصمة. وحققت هذه القوات أخيراً تقدماً في المعضمية وداريا المجاورة لها، من دون التمكن من السيطرة عليهما في شكل كامل. وأفاد المرصد عن تعرض داريا لغارة جوية صباح الاثنين، متحدثاً عن قيام «القوات النظامية بتفجير منازل واقعة بين مدينة داريا ومطار المزة العسكري في اطار حملتها المستمرة من اجل السيطرة» على داريا التي شهدت اشتباكات الاثنين. وتعرضت مناطق عدة في محيط دمشق للقصف الاثنين، تزامناً مع اشتباكات لا سيما في محيط مبنى ادارة الدفاع الجوي في المليحة، بحسب المرصد. في دمشق، قال المرصد ان القوات النظامية «تنفذ حملة مداهمات وتفتيش في حي ركن الدين (شمال)» بعد تفجير فجر الاثنين ادى الى مقتل رجل واصابة ثلاثة آخرين. وذكرت «سانا» ان الانفجار وقع في «وكر اتخذه الارهابيون معملاً لتصنيع العبوات الناسفة (...) ما اسفر عن مقتل ارهابي واصابة اثنين آخرين ووقوع اضرار مادية في المكان». في حلب (شمال)، قال المرصد ان مقاتلين من كتائب عدة «سيطروا على منطقة الدويرينة في ريف حلب» بعد اشتباكات وقعت الاثنين، وانهم «يحاصرون القوات النظامية داخل مشفى ابن خلدون للامراض العقلية والعصبية». وقتل طفل جراء قصف تعرض له حي الحيدرية في شمال شرقي مدينة حلب، بحسب المرصد الذي افاد عن تعرض حي الزيدية للقصف، بينما دارت اشتباكات في حي الميدان. وقال المرصد ان الاشتباكات تجددت في محيط اللواء 80 المكلف حماية مطار حلب الدولي المقفل منذ مطلع الشهر الجاري بسبب استهدافه من مقاتلي المعارضة. وافادت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من النظام ان «اعدادا كبيرة من شبان حلب التحقوا بالخدمة العسكرية (...) ضمن لواء الحرس الجمهوري، رأس الحربة في العمليات العسكرية الجارية» في المدينة منذ اكثر من ستة اشهر. وكانت وزارة الدفاع السورية وافقت على طلب اللجنة الأمنية في محافظة حلب ليخدم أبناء المحافظة ضمن لواء الحرس الجمهوري، بحسب ما افاد مصدر عسكري علما بأنه يمنع عادة على من يؤدي خدمة العلم (التجنيد الاجباري) ان يخدم في منطقته. في محافظة إدلب (شمال غرب)، قصف الطيران الحربي مطار تفتناز العسكري الذي سيطر عليه مقاتلون معارضون الجمعة، «ما اسفر عن تدمير جزء من مباني المطار وبعض الطائرات الحوامة غير الصالحة للاستعمال»، بحسب المرصد. وشملت غارات الطيران الاثنين مناطق في محافظتي حمص (وسط) ودير الزور (شرق). وقتل الاثنين 34 شخصاً بينهم 23 مدنياً في ريف دمشق في حصيلة غير نهائية، بحسب المرصد الذي يتخذ بريطانيا مقراً له. الى ذلك، افادت شبكتا «ان تي في» و»سي ان ان» التلفزيونيتان التركيتان بسقوط قذيفة اطلقت من سورية ليل الاحد - الاثنين في حقل في جنوب شرقي تركيا من دون التسبب باصابات. وأوضحت الشبكتان ان القذيفة سقطت في حقل من اشجار الزيتون في بلدة اكجابكلار في محافظة كيليس فخلفت حفرة كبيرة والحقت اضرارا بعدد من الاشجار. ولم يعرف ما اذا كانت القذيفة اطلقتها القوات التابعة للرئيس السوري بشار الاسد او فصائل مقاتلة معارضة للنظام. في غضون ذلك، اعلنت المتحدثة باسم حلف شمال الاطلسي وانا لونجيسكو الاثنين ان صواريخ «باتريوت» التي نشرت في تركيا لمواجهة احتمال اطلاق صواريخ من سورية ستصبح جاهزة للعمل في مطلع شباط (فبراير) وربما قبل ذلك، وأكدت ان القوات السورية اطلقت صاروخا قصير المدى الاحد ما يرفع عدد الصواريخ التي اطلقتها الشهر المنصرم الى 20 صاروخاً. وقالت لونجيسكو: «لقد رصدنا اطلاق عدة صواريخ قصيرة المدى غير موجهة هذا الشهر بما فيها الذي اطلق يوم الاحد». واضافت: «شاهدنا على مدى الايام الثلاثين الماضية اطلاق قوات النظام اكثر من 20 صاروخا قصير المدى». وتابعت ان الصواريخ التي اطلقت في ما يبدو على اهداف للمعارضة سقطت في الاراضي السورية واغلبها في شمال البلاد. لكنها قالت ان بعض الصواريخ سقطت «قريبا جدا» من الحدود التركية. الى ذلك ذكرت الناطقة ان العمل جار لايصال معدات صواريخ «باتريوت» وتركيزها في جنوب تركيا منذ بداية السنة وسيستمر بضعة اسابيع. ووفرت ثلاث دول اعضاء في الحلف الاطلسي هي: الولاياتالمتحدة والمانيا وهولندا بطاريات الباتريوت الست التي يلزم نشر مئات من الرجال لتشغيلها. وصواريخ «باتريوت» الاميركية قادرة على ان تدمر في الجو الصواريخ البالستية والصواريخ العابرة اضافة الى الطائرات. وطلبت تركيا نشر الصواريخ بعد سقوط قذائف اطلقت من الجانب السوري في اراضيها. وقتل خمسة اتراك جراء القصف في قرية قريبة من الحدود في تشرين الاول (اكتوبر).