تعرضت قافلة للجيش الباكستاني أمس، لهجوم بالمتفجرات أسفر عن سقوط 14 قتيلاً في صفوف قوات حرس الحدود والجيش. كما أسفر التفجير الذي نفذ بجهاز تحكم من بعد، عن جرح 22 عسكرياً نقلوا إلى مستشفيات في بيشاور للعلاج. وشكل الهجوم على القافلة العسكرية تحدياً لزعيم «طالبان باكستان» حكيم الله مسعود، وذلك غداة دعوته إلى وقف الهجمات على الجيش في المنطقة، والتفرغ لمساندة حركة «طالبان» الأفغانية في التصدي للقوات الأجنبية في بلادها. واتهمت أوساط قريبة من الجيش الباكستاني مسلحين يأتمرون بأوامر خارجية بالوقوف وراء الهجوم، في إطار مؤامرة لتوريط الجيش في حرب في منطقة القبائل، خدمة لأجندات أجنبية. تزامن ذلك مع حال استنفار في إسلام آباد، تحسباً لوقوع هجمات خلال مسيرة دعا إليها طاهر القادري رئيس حركة «منهاج القرآن» الصوفية، للمطالبة بحل لجنة الانتخابات ووقف عملية ترشيح أي شخص تهرب من الضرائب أو تهرب من دفع الديون للمصارف الوطنية، وهي مطالبات ترى فيها الحكومة والمعارضة معاً، تبريرات لوقف مسيرة الديموقراطية في البلاد. واتهمت القوى السياسية قادري بأنه واجهة لمخططات الجيش الباكستاني الذي نفى أن يكون وراء المسيرة. وأعلنت الداخلية الباكستانية في بيان، إغلاق المداخل المؤدية للعاصمة وتعطيل خدمة الهاتف الجوال في مدينة لاهور مركز إقليم البنجاب، منذرة كذلك بإغلاق كل شبكات الهاتف الجوال في العاصمة إسلام آباد، تحسبا لأعمال تفجير تشنها جماعات إرهابية أثناء اقتراب المسيرة من إسلام آباد. ومع انطلاق المسيرة، شهدت مدينة لاهور ومدن أخرى في اقليم البنجاب انخفاضاً ملحوظاً في حركة السير نتيجة مخاوف من تعرض المشاركين الذين استقلوا باصات، لأعمال عنف. ووضعت وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية حاويات في محيط الحي الديبلوماسي ومنطقة الوزارات في إسلام آباد فيما أغلقت المعابر المؤدية للعاصمة وبدأت الأجهزة الأمنية إجراءات تفتيش لكل المتوجهين إلى العاصمة. وفي مستهل المسيرة التي ضمت بضعة آلاف من الأنصار، اتهم القادري الحكومة بالفساد والعجز، وقال إن على باكستان تطبيق إصلاحات «مفيدة» قبل الانتخابات العامة المقرر أن تجرى بعد ثمانية أسابيع من حل البرلمان في منتصف آذار (مارس) المقبل. إلا أن الحكومة تقول إن القادري، عالم الدين والداعية الإسلامي الذي عاد إلى باكستان الشهر الماضي بعد أن قضى سنوات في كندا، هو جزء من مؤامرة خطيرة تهدف إلى تأجيل الانتخابات والاستيلاء على السلطة.