قتل 13 شخصاً على الاقل وجرح 65 آخرون بينهم عملاء في وكالة التحقيقات الفيديرالية الباكستانية في هجوم نفذه انتحاري فجّر سيارة مفخخة في ضاحية موديل تاون بمدينة لاهور. ويعتبر المبنى المركز الرئيس للتحقيق مع معتقلين إسلاميين ومسلحي «طالبان باكستان». وقدرت الشرطة زنة العبوة المفخخة التي فجرها الانتحاري داخل المبنى بنحو نصف طن من المتفجرات، ما أدى إلى انهيار المبنى والمباني المجاورة وبينها مدرسة دينية، وأحدث حال هلع في المنطقة، ما شكل مؤشراً جديداً على انعدام الامن في البلد النووي الحليف للولايات المتحدة في حربها ضد «القاعدة»، وكذلك ضد «طالبان» في افغانستان المجاورة، على رغم الهدوء النسبي في اعمال العنف اخيراً. وخلال السنة الماضية، قتل اكثر من 130 شخصاً في ست هجمات مسلحة في لاهور استهدف معظمها مكاتب الشرطة او قوات الامن. وفيما وصف وزير الداخلية رحمن ملك الهجوم بأنه محاولة يائسة من الحركة «بعدما فكّك الجيش عملياتها وقتل عدداً كبيراً من قادتها في الفترة الأخيرة»، كشف مصدر على صلة بوساطات تجرى حالياً بين الجيش والمسلحين ل «الحياة» ان الانفجار جاء بعد فشل مفاوضات أجراها الجيش ومندوبو الحكومة مع مقاتلين قبليين للاتفاق على هدنة طويلة بين الطرفين تتضمن وقف عمليات الجيش في مقابل امتناع المسلحين عن استهداف أجهزة الأمن الحكومية في مناطق القبائل ومدن أخرى. وأشار المصدر الذي رفض كشف هويته إلى أن الأيام المقبلة قد تحمل مزيداً من التفجيرات وصولاً الى العاصمة إسلام أباد ومدينة روالبندي المجاورة، «لكنها ستشمل بالدرجة الاولى إقليم البنجاب الأكثر سكاناً في البلاد». وتوقع المصدر أن يضغط الأميركيون على الجيش الباكستاني لتنفيذ عمليات واسعة في اقليم شمال وزيرستان، من أجل القضاء على جماعات مسلحة فيها وقيادات في تنظيم «القاعدة»، «لكن الجيش يحاول عدم اللجوء إلى هذا الحل لما يترتب على مثل هذه العمليات من ردود فعل دامية من خلال عمليات انتحارية على غرار تلك التي هزت لاهور أمس». وأعلنت حركة «طالبان باكستان» مسؤوليتها عن الهجوم. وقال الناطق باسمها عزام طارق: «نعلن مسؤوليتنا عن تفجير لاهور، وسنواصل شن هجمات مماثلة في المستقبل». وقال: «نفذ الهجوم للانتقام من الغارات الجوية التي تشنها طائرات اميركية من دون طيار وعمليات الجيش الباكستاني في مناطق القبائل. وسنواصل شن هجمات مماثلة طالما تواصلت الغارات والعمليات». وفي منطقة شاكاي في اقليمجنوب وزيرستان، قتل اثنان من مقاتلي «طالبان» وجرح آخر في انفجار لغم أرضي لدى عبور سيارتهم فوقه. على صعيد آخر، أكد مسؤولون كبار في اجهزة الامن رفضوا كشف اسمائهم، انه جرى اخيراً توقيف اميركي في باكستان للاشتباه في صلته بتنظيم «القاعدة»، لكنهم اوضحوا ان الموقوف ليس ابو يحيى غاداهن الناطق باسم التنظيم الذي يتزعمه اسامة بن لادن. وكشف هؤلاء ان الشخص الذي اوقف في تاريخ غير محدد بكراتشي (جنوب)، عاصمة باكستان الاقتصادية، يدعى ابو يحيى غادن ادن، و»نشتبه في صلته بالقاعدة، لكننا نحقق بالتفصيل في هذه العلاقة المحتملة مع القاعدة، او مع منظمات ارهابية اخرى». وكانت وسائل اعلام اوردت اول من امس ان «الموقوف هو ادم غاداهن (31 سنة) المولود في الولاياتالمتحدة، والذي يظهر باسم «عزام الاميركي» في اشرطة فيديو تنسب الى «القاعدة». ويلاحق هذا الرجل منذ سنوات مكتب التحقيقات الفيدرالي الاميركي (اف بي آي) بتهمة الخيانة والمشاركة في اعمال ارهابية بالتنسيق مع «القاعدة»، ورصد مليون دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات تقود الى اعتقاله. لكن منذ مساء الاحد، أكد ثلاثة مسؤولين في الاجهزة الامنية الباكستانية ل «فرانس برس» ان الرجل الذي اعتقل في كراتشي ليس آدم غدن الملقب كذلك «عزام الاميركي» في اشرطة القاعدة حيث يقدم نفسه بوصفه المتحدث باسمها. واوضح ريتشارد سنلساير الناطق باسم السفارة الاميركية في اسلام اباد ان السلطات الباكستانية لم تبلغ السفارة حتى الان بتوقيف أي مواطن أميركي.