انتحر آرون شفارتس (26 سنة)، أحد مؤسسي موقع التواصل الاجتماعي «ريديت» الرائج جداً في الولاياتالمتحدة، والناشط أيضاً في مجال الوصول الحر إلى الإنترنت، إذ شنق نفسه في منزله في بروكلين، وهو عبقري معلوماتية وشارك في وضع صيغة «آر أس أس» في سن الرابعة عشرة. وكان شفارتس سيمثل بعد أسابيع قليلة أمام القضاء بتهمة سرقة ملايين المقالات العلمية والأدبية من خدمة «جستور» عبر الإنترنت لأرشفة منشورات جامعية وعلمية يمكن الوصول إليها بموجب اشتراك فقط. وكان سيواجه احتمال الحكم عليه بالسجن عشرات السنين مع دفع غرامة قد تصل إلى مليون دولار في حال إدانته. وبعد توقيفه عام 2011 في بوسطن، احتجت منظمته لمكافحة الرقابة «ديماند بروغريس» على اعتبار أن الملاحقات «لا معنى لها». وقال مدير المنظمة ديفيد سيغار يومها «إن الأمر بمثابة زج أحدهم في السجن لأنه قرأ بسرعة فائقة الكثير من الكتب في المكتبة». وتحمل عائلة الناشط وأصدقاؤه القضاء ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (أم آي تي) الذي يقف وراء الملاحقات، المسؤولية عن انتحاره. وقبل سنتين باشر مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) تحقيقاً في حق الشاب الذي نشر وثائق للمحكمة الفيديرالية الأميركية لا يمكن الوصول إليها عادة إلا عبر دفع مقابل مادي. وفي عام 2008 كان ينبغي دفع ثمانية سنتات على كل صفحة. وفي أقل من ثلاثة أسابيع، تمكن من تحميل أكثر من 18 مليون صفحة تقدر قيمتها بحوالى 1,5 مليون دولار. إلا أن أصدقاء شفارتس قالوا إنه كان يعاني اكتئاباً منذ فترة طويلة. ونقلت وسائل إعلام أميركية عن بيان لعائلته وحبيبته، أن شفارتس «استخدم مواهبه الكبيرة كمبرمج وتقني، ليس لإثراء نفسه، بل ليجعل من شبكة الإنترنت والعالم مكانين أفضل وأكثر عدلاً». وكتب شوارتز على مدونته عن قصته مع الاكتئاب، فذكر أنه طريح الفراش بسبب معاناته أربعة أنواع من الأمراض، ومنها الاكتئاب: «لا بد أنكم كنتم حزينين في بعض الأوقات... ربما بعدما ترككم شخصاً تحبونه أو بعد خطة وضعتموها أدّت إلى نتائج غير متوقعة». وأضاف: «عندئذ، يتجهّم وجهكم وتشعرون بأنه لا قيمة لكم، وتتساءلون ما إذا كانت الحياة تستحق العناء». وشفارتس كان طالباً في جامعة هارفرد عندما اتّهم عام 2011 بسرقة خمسة ملايين مقالة تقريباً من أرشيف أحد الكومبيوترات في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا. فواجه 13 تهمة بارتكاب جنحة، من بينها الاحتيال الإلكتروني والحاسوبي، والحصول بطريقة غير شرعية على معلومات من كومبيوتر محمي. وقال المدّعون إن شفارتس كان يعتزم توزيع مقالات على مواقع لمشاركة الملفات. وأصبح شفارتس أحد رموز الإنترنت لمساعدته في توفير جبل حقيقي من المعلومات مجاناً، من بينها ما يقدر بنحو 19 مليون صفحة من وثائق المحكمة الاتحادية من نظام «باسير» القانوني.