احتفلت شركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية في الخامس عشر من الشهر الماضي باليوبيل الذهبي والعام الخمسين لتأسيسها. وأقامت احتفالاً بهذه المناسبة في مطار الملكة علياء الدولي لإزاحة الستار عن شعار الخمسين عاماً الذي وضعتهُ الشركة على الطائرة المتوجهة من عمّان إلى بيروت، باعتبار أن العاصمة اللبنانية كانت الوجهة الأولى لطائرة (عالية) في مثل ذلك اليوم من عام 1963. وأزاح الستار عن الشعار رئيس مجلس إدارة الملكية الأردنية المهندس ناصر اللوزي والمدير العام الرئيس التنفيذي المهندس عامر الحديدي وعضو مجلس الإدارة عقل بلتاجي بحضور مسؤولي الجهات الرسمية العاملة في المطار والمسافرين إلى بيروت وموظفي الشركة. وقال اللوزي إن الاحتفال بهذه المناسبة على الطائرة المتوجهة إلى بيروت والمسافرين الذين على متنها لهُ دلالات رمزية تعكس عمق علاقات الأخوة القائمة بين الأردن ولبنان الشقيق كما جميع البلدان العربية الأخرى، مشيراً إلى أن القاهرة والكويت كانتا المحطتين التاليتين للملكية الأردنية يوم تأسيسها، فيما تتابعت باقي العواصم والمدن العربية في الفترة اللاحقة حتى أصبحت الشبكة اليوم تغطي نحو 60 وجهة حول العالم. وأوضح اللوزي أن مسيرة الشركة حققت تطورات متتابعة عبر العقود الخمسة الماضية وإنجازات كبيرة على جميع الصعد، لا سيما توسيع شبكة خطوطها وتحديث أسطول طائراتها وتطبيق آخر ما توصلت إليه صناعة النقل الجوي في المجالات الخدماتية والتكنولوجية والتجارية والهندسية، حتى استطاعت أن تنتزع اعترافاً عالمياً ثميناً حين انضمت في عام 2007 إلى تحالف الطيران العالمي Oneworld، إلى جانب شركات طيران عالمية عملاقة ما وسع الشبكة الجوية لتصل إلى أكثر من 850 مدينة عالمية. وأوضح أن عام 2007 شهد إدراج أسهم الملكية الأردنية في بورصة عمان برأس مال مقداره 84.4 مليون دينار، بعد أن اكتملت عملية الخصخصة وإعادة الهيكلة التي كانت بدأت منذ أن تحولت الملكية الأردنية إلى شركة مساهمة عامة في عام 2001. ويمتلك الأردنيون اليوم حوالى 70 في المئة من الأسهم منها 26 في المئة للحكومة الأردنية و10 في المئة لمؤسسة الضمان الاجتماعي و3 في المئة لصندوق القوات المسلحة ونسبة معينة منحتها الشركة لموظفيها مكافأة لهم على جهودهم الكبيرة التي بذلوها خلال السنوات الماضية. وقال الحديدي إن الشركة عملت خلال السنوات الماضية على وضع خطة استراتيجية طموحة تهدف إلى الارتقاء بخدماتها في مختلف المجالات، ومن أبرز ملامح تلك الخطة إضافة إلى تحديث أسطول الطائرات وتوسعة شبكة الخطوط زيادة عدد الرحلات وتحسين الخدمات الجوية والأرضية وزيادة دقة مواعيد إقلاع الطائرات وهبوطها. وقد نجحت الشركة في تنفيذ هذه الخطة التي سارت بالتزامن مع تحول الملكية الأردنية إلى شركة مساهمة عامة مملوكة غالبية أسهمها للقطاع الخاص الأردني. وأضاف أن التطور الملحوظ للشركة يتضح بمقارنة النتائج المالية والتشغيلية التي حققتها في عام 1964 مع النتائج المتوقع أن تحققها مع نهاية عام 2012، حيث ارتفع عدد المسافرين من 87 ألف مسافر في عام 1964 إلى أكثر من 3.3 مليون مسافر في عام 2012، وارتفع عدد الرحلات من 4193 رحلة إلى 39 ألف رحلة، وزاد عدد الطائرات من طائرتين من نوع دارت هيرالد و (DC7) إلى 33 طائرة حديثة، وعدد الوجهات من ثلاث هي بيروتوالقاهرة والكويت إلى حوالى 60 وجهة عالمية. وعلى صعيد نمو الموارد المالية والبشرية بيّن الحديدي أن الإيرادات المالية ارتفعت من مليون دينار في نهاية عام 1964 إلى حوالى 750 مليون دينار يتوقع أن تحققها الشركة مع نهاية العام الحالي، وهو ما يعكس الزيادة الكبيرة في إنتاجية الموظف الواحد التي ارتفعت من 4 آلاف دينار في عام 1964 إلى 169 ألف دينار في عام 2012. وأشار إلى أنّ الخطة المستقبلية التي تعمل عليها الملكية الأردنية حالياً تقوم على الاستعداد لإدخال طائرات هي الأحدث والأكفأ في العالم من طراز بوينغ 787 (دريم لاينر)، والتي من المنتظر أن تبدأ أولاها بالانضمام إلى الأسطول تدريجاً اعتباراً من نهاية عام 2014 ويستمر دخولها على مدى أربع سنوات، لافتاً إلى أن هذه الطائرات ستحل محل الطائرات العاملة في الأسطول حالياً من طراز آرباص 340 - 330.