سيكون استاد البحرين الوطني مسرحاً لمباراة «دربي» من الوزن الثقيل بين منتخبي الكويت والسعودية، خصوصاً أن لقاءهما اليوم (السبت) ضمن المجموعة الثانية من «خليجي 21» في البحرين سيحدد من منهما سيواصل مشواره إلى نصف النهائي. ويحتل منتخب الكويت المركز الثاني، وله 3 نقاط (سجل هدفيه واهتزت شباكه مرتين)، بفارق الأهداف عن السعودية (لها 2 وعليها 2). التقى المنتخبان 19 مرة في دورات الخليج حتى الآن، يتفوق الكويتي بثمانية انتصارات في مقابل 4 للسعودي، في حين كان التعادل سيد الموقف في 7 مباريات. لم تشارك السعودية في الدورة ال10 في الكويت عام 1990، ولم يلتق المنتخبان في الدورة ال18 في الإمارات عام 2007. ولعب المنتخبان دوراً مهماً في النسختين الماضيتين، فقد التقيا في نصف نهائي «خليجي 19» في مسقط عام 2009، وفاز «الأخضر» حينها (1-صفر)، ثم وصلا إلى نهائي «خليجي 20» في عدن أواخر 2010، ولكن كان الفوز هذه المرة من نصيب «الأزرق» بهدف لنجمه وليد علي بعد التمديد رفع ألقاب الكويت إلى عشرة منذ انطلاق البطولة. ويكفي منتخب الكويت التعادل لحجز البطاقة الثانية إلى نصف النهائي مع العراق، لأنه يتقدم بفارق هدف عن نظيره السعودي الذي لا بديل له عن الفوز لمواصلة المشوار.وكانت الأمور ستنقلب رأساً على عقب، ويصبح التعادل في مصلحة المنتخب السعودي لو أحسن لاعبه أسامة المولد ترجمة الفرصة الذهبية التي سنحت له في الوقت الضائع أمام اليمن، حين سدد كرة من داخل المنطقة على يسار المرمى. منتخب الكويت لم يقنع في المباراة الأولى أمام اليمن، لكنه عرف كيف يخرج فائزاً بهدفين، وفشل في مرات كثيرة باختراق التكتكل الدفاعي اليمني، بسبب بطء تحركات لاعبيه في إعداد الهجمات. حاول المدرب الصربي غوران توفيدزيتش إجراء بعض التغييرات في التشكيلة أمام العراق المعروف بصلابة دفاعه، فأشترك لاعب الجناح فهد العنزي والمهاجم الشاب عبدالهادي خميس لكنهما لم يقدما فارقاً ملموساً، كما أنه أبقى الجناح الآخر وليد علي احتياطياً قبل أن يدفع به في أواخر المباراة. ويبقى بدر المطوع اللاعب القادر على تحويل مجرى المباراة، إذا تحرر من المراقبة، وقدم أداءه المعروف، إن لم يكن بالتسجيل فتمرير الكرات المتقنة إلى المهاجم السريع يوسف ناصر. اصطدم منتخب الكويت بقوة الدفاع العراقي، وفشل أيضاً في زيادة سرعة الايقاع أو بالتمريرات العرضية التي تأثر منها بشكل كبير، بعد أن اعتمد عليها المنتخب العراقي، ما شكل خطراً متواصلاً على مرمى نواف الخالدي أفضل حارس في الدورة الماضية. ويتعين على توفيدزيتش الحذر من الكرات العرضية، لأن المنتخب السعودي يجيد تنفيذها تماماً، وهذا ما حصل أمام اليمن، إذ اعتمدها «الأخضر» لتجنب التكتل الدفاعي في العمق، فنتج منها الهدف الأول، إثر كرة ارتقى لها المخضرم ياسر القحطاني، ووضعها ببراعة من بين مدافعين في الزاوية اليسرى للمرمى. في المقابل، تحسن أداء المنتخب السعودي كثيراً، فلم يظهر «الأخضر» أمام «أسود الرافدين» في الجولة الأولى بالشكل المطلوب، وظهر كأنه غير جاهز لخوض غمار البطولة، بسبب عدم الانسجام بين أفراد التشكيلة، لكن الأمور اختلفت تماماً في المباراة الثانية أمام اليمن. فعلى رغم تحسن أداء المنتخب اليمني كثيراً من الناحية الدفاعية، فإن المنتخب السعودي بقي يهاجم مستعملاً الأطراف والكرات العالية، حتى افتتح التسجيل عبر القحطاني، ثم أضاف الثاني عبر فهد المولد. خف الضغط كثيراً عن المدرب الهولندي فرانك رايكارد الذي يتعرض إلى انتقادات عنيفة من الجمهور والإعلام السعوديين، لكن رئيس اتحاد كرة القدم أحمد عيد أكد أن المدرب سيبقى في منصبه بغض النظر عن النتائج في «خليجي 21». التغييرات التي أجراها رايكارد في التشكيلة أحدثت فارقاً أمام اليمن، خصوصاً عبر اللاعب الشاب يحيى الشهري الذي في دخل في الشوط الثاني، وقدم لمحات فنية جيدة، كما أنه يملك لاعبين مؤثرين، هم فضلاً عن القحطاني، المهاجم السريع الذي لم يعرف الطريق إلى المرمى حتى الآن ناصر الشمراني، وأسامة هوساوي وسلطان البيشي ومعتز الموسى وأحمد عطيف وفهد المولد وتيسير الجاسم وغيرهم أيضاً. الأوراق باتت مكشوفة تماماً لمدربي المنتخبين، مع أن رايكارد مطالب بأخذ المبادرة، لأنه يبحث عن الفوز للاستمرار في البطولة، ما يجعل السيناريو متوقعاً على الأقل في البداية بحذر كويتية واندفاع سعودي، لتسجيل هدف السبق.