قال مقيمون في بلدة كونا الواقعة في شمال مالي ومتحدث باسم المتمردين الإسلاميين إن المتمردين طردوا القوات الحكومية من البلدة الإستراتيجية امس الخميس في أعنف معارك منذ سيطرة الجماعات المتشددة على شمال البلاد قبل تسعة أشهر. ويمثل سقوط كونا التي تقع على بعد نحو 600 كيلومتر إلى الشمال الشرقي من العاصمة باماكو خسارة كبيرة للقوات الحكومية التي زعمت في وقت سابق امس انها تحقق تقدما في القتال بينها وبين تحالف المتمردين المرتبطين بتنظيم القاعدة. وتحرص حكومات المنطقة والحكومات الغربية على طرد المتمردين الإسلاميين من منطقة شمال مالي التي سيطروا عليها في نيسان/ ابريل خشية ان يستخدموها قاعدة لشن هجمات. وكانت بلدة كونا آخر منطقة عازلة بين المتمردين وبلدة موبتي التي تبعد نحو 50 كيلومترا جنوبا وهي البلدة الرئيسة في المنطقة وتعتبر المدخل إلى شمال البلاد. وقال مقيمون في كونا ان المعارك استمرت ساعات وبانتهائها استعرض المتمردون ذوو التسليح الكثيف صفوفهم منتصرين في وسط البلدة قائلين إنهم سيواصلون الهجوم للاستيلاء على بلدتين مجاورتين هما موبتي وسيفيري على بعد ما يقارب 50 كيلومترا الى الجنوب. وقال المتحدث باسم حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا عمر ولد حماها لوكالة رويترز "استولينا على الثكنة ونحن نسيطر الآن على بلدة كونا كلها. فر الجنود تاركين أسلحتهم الثقيلة ومركباتهم المدرعة". وأثارت أنباء سقوط كونا حالة من الذعر في موبتي وسيفيري وتضم الأخيرة ثكنة كبيرة ومطارا عسكريا. وتقع البلدتان على مفترق طرق بين الشمال الصحراوي والجنوب الاكثر خضرة وسكانا. وقال المدير المحلي لوكالة مساعدات اميركية "تلقينا أوامر بالجلاء. وقد سحبنا موظفينا والمواد الخاصة بنا من موبتي بالفعل". وقال ديبلوماسي للأمم المتحدة أن تدخلا لقوات افريقية توافق عليه الأممالمتحدة ليس محتملا قبل أيلول/ سبتمبر بسبب العوائق والقيود المتصلة بالإمداد والنقل لكن القوى العالمية قد تقرر التحرك بصورة أسرع. وفي زيارة لباماكو امس قال رومانو برودي المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى منطقة الساحل الأفريقي دونما إسهاب "إذا استمر الهجوم أعتقد انه سيصدر قرار طارئ من المجتمع الدولي". وقالت فرنسا في صفحة بعثتها في الأممالمتحدة على موقع تويتر انها طلبت اجتماعا طارئا مغلقا لمجلس الأمن الدولي امس لمناقشة "تدهور الوضع في مالي". وكان مسؤول كبير في الجيش زعم في وقت سابق ان قوات الجيش استعادت بلدة دوينتزا الواقعة على بعد 120 كيلومترا من كونا من أيدي المتمردين الإسلاميين الذين يسيطرون عليها منذ ايلول. لكن مقيمين في البلدة ومتحدثا باسم المتمردين قالوا ان الإسلاميين احتفظوا بمواقعهم داخل البلدة ويتبادلون اطلاق النار مع القوات الحكومية المرابطة خارجها. وقد يعوق تجدد القتال تحقيق تقدم في محادثات السلام التي كان مقررا ان تبدأ امس في بوركينا فاسو بين الحكومة والمتمردين الإسلاميين والإنفصاليين الطوارق لكنها تأجلت الى 21 من كانون الثاني/ يناير الجاري.