أكد المسؤول السابق عن محطات الفحص الدوري في السعودية العميد أمين قشقري أن قلة مراكز الفحص الدوري في المدن تنذر بمشكلة كبيرة، خصوصاً أن عدد السيارات المفحوصة سنوياً يصل إلى أكثر من مليوني مركبة، مطالباً بفك الاحتكار عن هذا القطاع، في حين شدد مدير العلاقات العامة في الفحص الفني الدوري للسيارات عبدالكريم الحميد على أن محطات الفحص الدوري لا تعاني من الزحام دائماً، بل من خلال الإجازات الموسمية فقط، لافتاً إلى أن فك «الاحتكار» يرجع إلى جهات أخرى غير الفحص الدوري. وقال قشقري ل«الحياة»: «العدد الحالي لمحطات الفحص غير مقبول، وأستغرب عدم تفعيل المرور للأمر السامي الخاص بفتح المجال لمحطات الفحص الدوري أمام القطاع الخاص، على رغم صدور هذا القرار منذ عامين تقريباً، ويقضي بفتح المجال للشركات كافة، التي تستطيع أن تؤدي هذا العمل»، مشدداً على أن هذا المجال ليس محصوراً على شخص أو جهة، وعلى المرور أن يضع الشروط والمواصفات، وأن يدعو الشركات إلى المنافسة. وأكد على زيادة الإقبال على محطات الفحص الدوري، في حين أن الاستيعاب قليل. وتابع: «حركة القادمين إلى الفحص ليست موحدة المكان والزمان، فإذا قدم 400 سيارة في آن واحد عبر 10 خطوط، فإن الخط الواحد سيستوعب 40 سيارة، وهذا يحتاج إلى وقت طويل». ورأى قشقري أن عدد السيارات المفحوص في المملكة تبلغ 2.250 مليون سيارة، وبحسبة بسيطة، فإن السعودية فيها تسعة ملايين سيارة، تفحص منها 20 في المئة فقط، تقسم على كل محطات المملكة بحسب المدن. وأضاف أن الفحص التقليدي يجب أن ينتهي من دون أن تلغى فكرة الفحص من أساسه، لأنه قيمة أساسية للسلامة وضمانة لقائد المركبة لتفادي الكثير من الأخطار، ولو كان الفحص يطبق على كل المعايير، فلن تنجح 10 في المئة منها، وقال قشقري: «القطاع الخاص يبحث عن الربح، فيما الدولة تبحث عن تقديم الخدمة والانتشار، كيف يتم تحقيق هذين الأمرين المتناقضين في وقت واحد، هذا هو السؤال في الفترة الحالية». إلى ذلك، أكد مدير العلاقات العامة في الفحص الدوري عبدالكريم الحميد أن محطات الفحص الدوري لا تعاني من الزحام دائماً، بل خلال الإجازات الموسمية فقط. وقال الحميد ل«الحياة»: «نعتقد أن هذا الازدحام ناتج من قرب الإجازة، ولم يكن هناك ازدحام قبل أسبوعين، ويزيد في فترات الصباح الأولى وبعد الثانية ظهراً». وأضاف أن إجراءات اتخذت لخفض الازدحام في المحطات، إذ بدأ العمل على إنشاء محطة للفحص الدوري على طريق ديراب جنوب مدينة الرياض تتكون من 10 مسارات، وستكون جاهزة خلال 15 شهراً، وستستوعب 50 في المئة من الفاحصين في المحطة الرئيسة، إضافة إلى إنشاء محطة شبيهة بها في جدة، ويجري البحث عن أراض في الدمام لتكون مناسبة للفحص الدوري. ورداً على مطالبة قشقري بفك الاحتكار عن قطاع الفحص الدوري، قال الحميد: «فك الاحتكار يرجع إلى جهات أخرى غير «الفحص الدوري»، وربما لا يوجد مستثمرون جادون في هذا الأمر، ولكن نحن من أفضل منظومات الفحص في المملكة على جميع المستويات من ناحية الكشف والدقة والوقت، وإذا حدث زحام في بعض الأحيان فهو لأسباب خارجة عن إرادتنا، والكل مقتنع بالفحص فيأتي إليه لأجل ذلك». وأيّد الحميد وجود الورش إلى جانب محطات الفحص الدوري، وقال: «هذا أمر مهم لأن محطات الفحص تكون خارج العمران دائماً لترتيبات معينة، كأن تأتيها شاحنات وسيارات كثيرة، إضافة إلى العوادم التي تخرج من المنشأة، لذلك يصعب على مرتاديها أن يعودوا إلى داخل المدينة لإصلاح أعطال في سياراتهم، وفي بعض المدن لا يوجد محطات إلى جانب الورش، فيرسلون ملاحظات لنا لتوفير ورش، لكن لا يعلمون أن الأمر ليس بيدنا». وشدد الحميد على أن محطات «الفحص الدوري» لا علاقة لها بالرقابة خارج المحطات على الورش المحيطة بها، ولكن حين اكتشاف تلاعب، يجري تحويل المركبة إلى قسم المرور في المحطة، لاتخاذ إجراءات بحضور صاحب الورشة والعامل والتحقيق معهما ومعاقبتهما، مشيراً إلى أن العقوبات أقل من المطلوب، فلا بد أن تكون الرقابة من جهات أمنية مختلفة مع الغرف التجارية ومكافحة الغش، لكي ينفذوا حملات مفاجئة لمعرفة مكمن الخلل. وتطرق إلى أن نسبة السعودة لديهم تجاوزت 35 في المئة من العاملين في المحطات، مؤكداً أن الفحص الدوري يقوم بالتدريب الشامل لكل السعوديين قبل دخولهم العمل.