أنهت الأسواق الناشئة العام 2012 على ارتفاع مشجع في النمو الاقتصادي، إذ سجل منتجو البضائع الزيادة الأسرع في الطلبات الجديدة منذ الربع الثاني من العام 2011، وهذا يمثل الزيادة الأولى منذ الربع الأول من العام الماضي 2012، على رغم أن الوتيرة الإجمالية للتوسع ظلت أضعف مما كانت عليه في النصف الأول من العام. وأظهر مؤشر ساب ومجموعة HSBC للأسواق الناشئة، أن البرازيل سجلت عودة إلى النمو بعد الركود الذي شهدته، في حين تفوقت روسيا على الهند، وسجلت أفضل معدل لنمو الإنتاج منذ الربع الثاني من عام 2012، إذ شهدت الصين تحسناً في النمو، إلا أن النمو ظل ضعيفاً نسبياً، في حين سجلت الهند معدل توسع قوي. وسجل منتجو البضائع في الصين زيادة في الإنتاج للمرة الأولى في عام ونصف العام، في حين شهد إنتاج قطاع الصناعات زيادة في البرازيل للمرة الأولى منذ الربع الأول، إذ توسع بأسرع معدل له منذ الربع الأول من عام 2011. وتسارع نمو إنتاج قطاع الصناعات في الهند، وجاء النمو ثابتاً إلى حد كبير وبوتيرة قوية في روسيا، إذ ارتفع إنتاج قطاع الخدمات خلال الربع الأخير بوتيرة أسرع قليلاً عن الربع الثالث الذي شهد أدنى مستوى خلال عام كامل. وقال كبير الخبراء الاقتصاديين لدى مجموعة HSBC ستيفن كينج: «الكثير من النمو كان محلياً، إذ ما زالت طلبات التصدير تتراجع، على رغم أن وتيرة التراجع ليست مخيفة، كما أن الصين لم تستعد بعد وتيرة النمو التي تمتعت بها من قبل، إلا أنها أصبحت الآن اقتصاداً أكبر، وكنتيجة لذلك فإن مساهمتها في النمو العالمي تتزايد». وأضاف كينج: «ليس من المفاجأة أن البلدان التي قامت بزيادة صادراتها إلى الصين تمتعت بزيادات سريعة في النشاط الاقتصادي خلال العقد الماضي، وقد لا يكون مؤشر الأسواق الناشئة قوياً تحديداً في الفترة الحالية، ولكن الصين سيكون لها تأثير يفوق تأثير الولاياتالمتحدة أو أوروبا في المصير الاقتصادي للبلدان الناشئة». وأشار مؤشر «ساب» إلى أن طلبات التصدير الجديدة لدى قطاع الصناعات في الأسواق الناشئة شهدت تراجعاً للربع الرابع على التوالي، ما يعكس ضعف الطلب من الأسواق الاقتصادية المتقدمة ولاسيما منطقة اليورو. وعلى رغم ذلك، فإن إجمالي الطلبات الجديدة في الأسواق الناشئة شهد زيادة في الربع الأخير من العام 2012 بأسرع وتيرة منذ الربع الأول، وانعكس هذا بشكل كبير في زيادة الأعمال الجديدة الواردة لدى قطاع الخدمات. وأظهر مؤشر الأسواق الناشئة الربع سنوي الأخير زيادة في تضخم تكاليف مستلزمات الإنتاج عما كانت عليه في الربع الثالث الذي شهد ضعفاً، على رغم أنه ظل أدنى من المتوسط العام للدراسة، وشهدت أسعار مستلزمات الإنتاج في قطاعي الصناعات والخدمات في الصين زيادة بعد تراجعها على مدار ربعين متتاليين، كما شهد متوسط التكاليف في قطاع الصناعات زيادة مع وصول التضخم لأسرع معدل له منذ الربع الثالث من عام 2011. وفي قطاع الخدمات، ظل تضخم تكاليف مستلزمات الإنتاج في الربع الرابع مشابهاً لما كان عليه في الربع الثالث، مسجلاً ثاني أضعف معدل له خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة. وقدم تسارع النمو الاقتصادي في جميع الأسواق الناشئة القوة الدافعة لزيادة مستويات التوظيف في شركات قطاعي الخدمات والصناعات، إذ تسارع معدل خلق الوظائف الجديدة عما كان عليه في الربع الثالث، ووصل إلى أسرع معدل له منذ الربع الثاني من العام قبل الماضي مدفوعاً بشركات قطاع الخدمات. وفي المقابل، قامت الشركات الصناعية بخفض القوى العاملة لديها للربع الخامس على التوالي.