حذّرت تربوية من آثار «عدم الرضا الوظيفي وضغوط العمل» في المؤسسات، موضحة أن «50 في المئة من الوفيات، ناجمة عن الإجهاد في العمل، الذي يتسبب في ظهور أمراض بين الموظفين، مثل قرحة المُعدة، والسكري، وضغط الدم، وتشنج القولون». وقالت مديرة إدارة التدريب والابتعاث في الإدارة العامة للتربية والتعليم في المنطقة الشرقية هدى الحزيم، في محاضرة تربوية، ألقتها أول من أمس: «إن آثار عدم الرضا الوظيفي تنعكس على صحة الموظف، بالتدريج». وأضافت الخزيم، أن «6.4 في المئة من الحوادث تحدث نتيجة الضغوط، فضلاً عن الوفيات، لأن أمراض الجسد ترجمة لعجز العقل»، مشيرة إلى أن أمراض السكري، والضغط، وتشنج القولون، وقرحة المعدة، والتهاب المفاصل، وتساقط الشعر، وأمراض القلب، والغدة الدرقية، «كلها أمراض جسدية، تحدث نتيجة اضطراب نفسي». وأوضحت أن «أشكال الضغوط منوعة، منها كثرة العمل، وإدمانه، أو قلة العمل، وسوء المعاملة، والقيم السلبية، والتفكير مطولاً في كيفية الإنتاج»، مضيفة أنه «يمكن للأشخاص التخلص من تلك المشكلات، في حال عدم التعرض للمخاطر في العمل، أي أخذ الأمور برويّة، من دون انفعال قد يؤدي إلى انفجار، وهي الأمراض الناجمة عن الضغط والعصبية الزائدة، ولاسيما أن 50 في المئة من الوفيات في 29 دولة، سببها أمراض الجهاز الدوري الناتج من الإجهاد». ونصحت الخزيم، بضرورة «التخلص من الضغوط، وذلك لا يحدث بترك العمل، وإنما بتقدير الذات». وقالت: «هناك ضرورة لخلق السعادة في العمل، من خلال ممارسة القيم الإيجابية، واحترام الوقت، لأنها ترفع من نسبة الدافعية لمزيد من الإنتاج. كما ترفع الشعور بالرضا الوظيفي مهما زادت كمية العمل، أو طبيعته». ولفتت إلى أن خلق السعادة داخل بيئة العمل «يقلل من حجم المشكلات، ويساعد على تحسين العلاقات العامة والإدارية والإنسانية بين الموظفين»، مضيفة أن «السعادة التي يجدها العاملون تتم بالاعتماد على السلطة الشخصية، لا السلطة الرسمية، والتركيز على الإيجابيات في العمل، والإشادة بالمتميزين، وتوفير نظام الإشراف العام، وليس الإشراف المباشر». بدوره، أكد الطبي العام الدكتور إبراهيم فلاتة، ل «الحياة»، أن هناك «ارتباطاً بين الإجهاد وارتفاع نسبة الأمراض المزمنة، وضغوط العمل «، عازياً ذلك إلى أسباب عدة، منها «ارتفاع نسبة الموت المفاجئ، الناجم عن ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب. وهذه الأمراض وأمراض أخرى لها علاقة وثيقة بالجهد والضغط العصبي. كما أن السكتة الدماغية وجلطة القلب غالباً ما تكون بسبب شد عصبي، أو بذل جهد مضاعف لا يُحتمل»، موضحاً أن هذا «ليس سبباً رئيساً، وإنما من بين المُسببات لتلك الأمراض، وبخاصة الجهد والتوتر العصبي».