تبدو القبعة من المسلّمات في عالم الأزياء، موضة يصعب الاستغناء عنها. قد تتراجع إلى خلفية الصورة في بعض الأحيان، إلاّ أنها لا تلبث أن تعود بزخم وقوة، تخطف الأضواء وتقتنص مكانتها في أجواء المتخصصين في عالم الأزياء من مصممين إلى نقّاد وصولاً إلى الزبائن. تسير القبعات في عالم الأزياء في السنوات الأخيرة مسيرة تصاعدية، حتى تبدو في الموسم الحالي أكسسواراً يصعب الاستغناء عنه في أي حال من الأحوال، فظهرت في مختلف المجموعات للعام الحالي، حتى وصل موسمها «الخاص». وإن كانت القبعة ضرورية للوقاية من البرد والمطر، فإنها بدت على خشبة العروض أكثر من ضرورية لإطلالة مكتملة يصعب الاستغناء عنها. قبعة «الكاوبوي» مع سترة قصيرة وقفازات جلدية من أجل سهرة موسيقية أو رحلة قصيرة إلى الريف، تبدو أكثر من جيدة. وتعود القبعة «الجرس» والتي تعد من بدايات القرن العشرين، لتضيف أنوثة إلى الفساتين والتنانير، وتبلغ ذروة الأناقة مع معطف ذي رقبة وحذاء بكعب عال، وتبدو رائعة في يوم عطلة وحفلات الكوكتيل. وتعود قبعة «فيدورا» التي صممت أولاً للرجال قبل أن تتحول لتصبح مكملاً أساسياً مع الملابس العملية اليومية من الجينز إلى الفساتين المطبّعة والمطرّزة. وتبدو قبعة «غوشو»، وهي قبعة «جامدة» وكأنها أشبه بصحن واسع على الرأس، أقرب إلى الاستخدام في المناسبات الرياضية كسباق البولو، من «آرماني» إلى «ميسوني»، مروراً ب»لاكوست» و «نيكولا كاي»، و«نيكول ميلير»، «مارا هوفمان»، و«موسكيني». في عالم الأزياء تعتبر القبعة من الأكسسوارات الأكثر ظهوراً، إذ إنها تجذب النظر تلقائياً كونها تغطي الرأس، ليصح قول قديم «تريد أن يلاحظ الجميع وجودك وأن تكون في المقدمة، ما عليك إلاّ أن تضع قبعة». للقبعة مسيرة حافلة في عالم الموضة، بدأ ظهورها الصاخب في عشرينات القرن العشرين، حين كان يعتمرها الجميع، وكانت لها دلالتها الاجتماعية والاقتصادية، ولكنها انحسرت مع بداية الحرب العالمية الثانية، إذ إنها بدت غير عملية في ظل الهروب من القصف، فكسرت العرف القائل «أن المرأة من دون قبعة غير مكتملة الأناقة». وقد عمدت النساء إلى وضع الفولارات الصغيرة على رؤوسهن، لمدة في الفترة الانتقالية، قبل الاستغناء عنها. وعادت القبعة إلى الواجهة مع أميرة ويلز الليدي ديانا في أوائل الثمانينات حين كانت تعتمر القبعة في الفترة الأولى من إطلالاتها، وإن كان الهدف منها أن تحوّل النظر عن خجلها... وعادت القبعة بقوة إلى خشبات العروض بكامل قوتها، ولم تنحسر هذه الموضة حتى بعد أن اكتسبت ديانا «الثقة الكاملة بالنفس» وتخلت عن اعتمارها إلاّ في مناسبات معينة.