«العرب ظاهرة صوتية»... والخليج العربي لا يخرج عن دائرة هذا الوصف، ولعل ذلك يبدو جلياً في التغطية الإعلامية لدورة الخليج ال21 لكرة القدم، لكن المختلف «خليجياً» هو سقف «التراشق» الذي ارتفع ليبلغ أشده، تاركاً خلفه متابعين يضربون كفاً بكف، فيما جرّ كويتيون خلافاتهم السياسية داخل بلادهم إلى فعاليات «خليجي 21»، مستبدلين أحد ألوان العلم الكويتي بلون المعارضة! وفي قناة «الكاس» صدح الضيف الكويتي مرزوق العجمي قائلاً: «الكذب ماليكم إلى هنيه»، واضعاً كفه أعلى جبهته، في إشارة إلى امتلاء البرنامج ب«الكذب»، فرد عليه الضيف العراقي رياض عبدالعباس: «الأحمق يخطئ ويتفلسف». (للمزيد) القاسم المشترك الأكبر بين كل البرامج الرياضية التي تتعاطى مع «خليجي 21» هو الصوت المرتفع والمتداخل بين الضيوف والمذيع الذي يحاول إسكات أحدهم ليسمع الآخر، على طريقة برنامج «الاتجاه المعاكس»، لكن درجة «التعاكس» بلغت مرحلة «التصادم» خليجياً. وعلى رغم تكرار مصطلح «خليج المحبة والإخاء»، إلا أن كل ذلك يذوب بعد افتتاحية أي برنامج خليجي رياضي تلفزيوني، لتمر به «كلمات ليست كالكلمات»، لتخطف الميادين التلفزيونية الأضواء من الملاعب الخضراء. إلى ذلك، أثار ظهور اللون البرتقالي في العلم الكويتي لدى بعض المشجعين بدلاً من الأحمر، جدلاً سياسياً كويتياً حول المغزى منه، في ظل ربطه بمسيرة «كرامة وطن»، وهو ما استدعى تدخل السفير الكويتي لدى المنامة الشيخ عزام مبارك الصباح، الذي قال لوكالة الأنباء الكويتية: «ظهور العلم الكويتي الذي رفع خلال مباراتنا مع اليمن باللون البرتقالي بدلاً من الأحمر، جاء بسبب رداءة القماش، وانعكاس الإضاءة، ولم يكن متعمداً». وأضاف: «الطلاب الكويتيون الذين رفعوا العلم بادروا بالاتصال والحضور إلى السفارة سريعاً لتوضيح الموقف».