أكد رئيس تحرير مجلة الفيصل عبدالله الكويليت أن دعم المجلات توقف في الفترة التي تسلم فيها إياد مدني وزارة الثقافة والإعلام، موضحاً أن «الدعم توقف حينها بناء على مقترح من الناقد حسين بافقيه». وقال الكويليت ل«الحياة» إن الفيصل كغيرها من المجلات «تواجه ضغوطاً كبيرة، وهنا يجب تدخّل وزارة الثقافة لحماية الثقافة، فوزارتنا أوقفت الدعم المالي عن جميع المجلات الجادة مع أن هذا الدعم لا يشكل شيئاً في موازنتها، لأنها تقدم رسالة ثقافية تمثل روح البلد». وأشار إلى أنه في الخليج يدعمون المجلات، ويوفرون الدعم لها، «نذكر جميعاً الدور الذي أدته مجلة عالم المعرفة الكويتية وإصدارات المجلس الوطني للثقافة في الكويت، هذا الدور لم يكن يتحقق لولا دعم الدولة. الحكومات في العالم المتقدم تدعم أنشطتها الثقافية المسموعة والمقروءة، ونحن نضع حبل المشنقة في رقبة هذه المجلات. جميع مجلاتنا». ودعا رئيس تحرير «الفيصل» وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة إلى أن يصحح «هذا الخطأ، وهو الشاعر والمثقف الذي يعي بشكل كبير أن الثقافة عمل نخبوي وتراكمي، وفعل يحفر ببطء في الوعي الجمعي»، مضيفاً أن الثقافة «لا يمكن أن تنافس من دون دعم حكومي لها، وهذا كما قلت معمول به في جميع الدول المتقدمة، بل حتى في الدول التي تواجه صعوبات حالياً مثل مصر، الحكومة تدعم كامل الأنشطة الثقافية المهمة». وقال: «سأوجه صرخة للدكتور خوجة، هناك مجلات محلية معروفة ستتوقف قريباً، وأخرى في طريقها إلى التوقف. آمل أن يكون عهده فاتحة خير بإنقاذها. هذا المنتج الثقافي بني في أعوام طويلة وهو يموت بين أيدينا، ولا يمكن تعويضه بين يوم وليلة». وبخصوص اختفاء الإعلانات التجارية عن المجلات الثقافية، وهل يعكس ذلك قناعة لدى الشركات بألا جدوى للإعلان في المجلات، أوضح الكويليت أن المعلن تاجر، «والتجار أذكى الناس في معرفة السوق. المراهنة على المعلن لمجلة ثقافية صعب وغير واقعي، لأن المعلن أو التاجر يريد وصول سلعته إلى أكبر عدد ممكن من العملاء والزبائن المستهدفين. المجلات الثقافية ليست صحفاً لها هامش كبير من القراء. ربما استثني هنا مجلات العمارة والديكور والمجلات النسائية، لأن قراءها يمثلون شريحة كبيرة من المستهلكين»، لافتاً إلى أن هناك دول «توجه نسبة من الضرائب التي تفرضها على الشركات إلى دعم العمل الثقافي، نحن لا نفعل ذلك، بنوكنا ومؤسساتنا الخاصة لا تخدم العمل الثقافي ولا تدعمه حتى بالفتات، وإذا وجد الدعم يكون في الغالب مجاملة لهذا المسؤول أو ذاك للأسف!».