وصل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة التي يلقي أمامها كلمة الأربعاء المقبل. واستبق الزيارة بتصريحات فتحت الباب لمشاركة أنصار «الإخوان المسلمين» في العملية السياسية «بشرط نبذ العنف». كما أطلق القضاء سراح ناشطة بارزة حكمت بالسجن بموجب قانون التظاهر المثير للجدل. وقال السيسي في مقابلة مع وكالة «أسوشييتد برس» إن الباب مفتوح لغير المتورطين في العنف في مصر للمشاركة في الحياة السياسية. وأضاف رداً على سؤال عن الموقف من أعضاء جماعة «الإخوان» وأنصارها: «لكل شخص لم يمارس العنف، مصر متسامحة جداً، والفرصة سانحة للمشاركة في الحياة السياسية». وأضاف أن الجماعة «جاءتها الفرصة لحكم مصر. لكن المصريين خرجوا في تظاهرات حاشدة ضد محمد مرسي للمطالبة برحيله... واختارت الجماعة المواجهة». وأكد أن مصر «مستعدة لإعطاء كل الدعم المطلوب في المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية» في العراق وسورية. لكنه استبعد إرسال قوات مصرية إلى العراق، قائلاً ان «القوات العراقية قوية بما يكفي لمواجهة مسلحي تنظيم الدولة... ووجود قوات خارجية ليس مهماً». ودعا إلى «استراتيجية شاملة لمعالجة جذور التطرف في المنطقة». ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن رئيس وفد مصر الدائم في الأممالمتحدة عمرو أبو العطا أن كلمة السيسي «ستعبر عن مصر خلال المئة يوم الماضية، ودول العالم تنتظر الاستماع إلى كلمات الدول المحورية، ومن بينها مصر، فضلاً عن المناسبة التي توفرها الاجتماعات لعقد عدد كبير من اللقاءات الثنائية مع رؤساء الوفود المشاركة من مختلف دول العالم». وأوضح أن السيسي سيعرض في كلمته التي تستمر 15 دقيقة «التطورات التي حدثت في مصر أخيراً والمناخ الاقتصادي فيها، واحترامها حقوق الإنسان والتحول الديموقراطي، وضرورة مكافحة الإرهاب والتطرف من خلال تعاون دولي مشترك ومتكامل لمواجهته في كل مكان، وليس فقط في سورية والعراق، وأن الإرهاب ليس مقصورا على تنظيم داعش، وأنه قد يطول الدول التي تظن أنها بمنأى عنه». وأشار إلى أن الكلمة «ستتطرق إلى تطور دور مصر إقليمياً، ونجاحها في التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، فضلاً عن جهودها في شأن الوضع في ليبيا». وأوضح أن السيسي سيجري على هامش مشاركته في الجمعية العامة «محادثات مع عدد كبير من رؤساء الدول والحكومات المشاركين في الاجتماعات، ومن بينهم رؤساء فرنسا والبرازيل وجنوب أفريقيا ورؤساء وزراء اليابان وإيطاليا وإثيوبيا وبريطانيا وملك الأردن وملك المغرب». كما سيلتقي «رجال أعمال ومسؤولي كبرى الشركات الأميركية وقيادات الرأي ومراكز صنع القرار في الولاياتالمتحدة، لعرض فرص الاستثمار في مصر». ولفت إلى أن الرئيس التقى أمس الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، كما يجري اليوم لقاءات معظمها في مقر إقامته في نيويورك مع رجال أعمال أميركيين، ويلقي غداً كلمة باسم المجموعة العربية أمام قمة المناخ، ويجري عدداً من اللقاءات الثنائية يومي الثلثاء والأربعاء في مقر الأممالمتحدة، على أن يغادر نيويورك الخميس المقبل. وقال ل «الحياة» وزير الخارجية السابق محمد العرابي إن كلمة السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة «ستتناول دور مصر في مكافحة الإرهاب والمسار الديموقراطي في البلاد والمساعي الخاصة بتنمية الاقتصاد المصري وحقوق الإنسان». وتوقع حدوث لقاء ولو بصورة عابرة بين السيسي ونظيره الأميركي باراك أوباما. وقال إن «الجميع يتطلع إلى مواجهة السيسي لسلسلة الأكاذيب الممنهجة التي تتردد أصداؤها عن ثورة 30 حزيران (يونيو)»، في إشارة إلى التظاهرات التي سبقت عزل الرئيس السابق محمد مرسي العام الماضي. وأشار إلى أن «كلمة الرئيس ستكون بمثابة إضاءات للعالم كي يرى ما تشهده مصر من تطور على المستويات كافة». وأعرب عن ثقته في أن «الرئيس سيوجه رسائل عدة إلى القوى الكبرى في العالم وعلى رأسها الولاياتالمتحدة الأميركية، وأبرزها أن التغييرات التي طرأت على مصر لا تسمح بفرض أي قرارات على الإرادة المصرية».