ما إن امتلكت شركة «آي إيه سي» للانترنت مجلة «نيوزويك» أواخر العام 2010، حتى أعلنت مديرة موقع «ذا دايلي بيست» (الذي تملكه الشركة) تينا براون أن الموقع الالكتروني للمجلة سيندمج مع «ذا دايلي بيست»، وذلك بعد أسابيع من تسلم براون رئاسة تحرير الأسبوعية الأميركية الشهيرة. «ارتكبت براون بذلك خطأ مهنياً فادحاً. فبدلاً من أن تدمج موقعها الالكتروني المغمور بالمجلة العريقة، عكست الآية تماماً، فدمجت موقع المجلة الالكتروني بالموقع الذي تديره هي، والذي يحمل اسم «الوحش اليومي» (ذا دايلي بيست)، لتقضي بذلك على اسم «نيوزويك» العريق في عالم الصحافة الأميركية»، بحسب تعبير سمير حصني، أستاذ الصحافة في جامعة ميسيسيبي الأميركية ومدير ومؤسس «مركز ابتكار المجلات» التابع للجامعة ذاتها. حصني ليس أستاذاً للصحافة فحسب، بل مرجع في صناعة المجلات في الولاياتالمتحدة التي هاجر إليها قبل أكثر من ثلاثة عقود، هرباً من الحرب الأهلية اللبنانية. يسأل حصني متعجباً: «هل يُعقل أن يُدمَج موقع مجلة عريقة بموقع الكتروني مغمور، بدلاً من أن تفعل العكس تماماً؟». ويشرح: «لا أظن أن براون كانت تدرك العلاقة الوثيقة التي تربط «نيوزويك» بقرائها، والثقة التي بنتها المجلة، حرفاً حرفاً، مع القراء طوال ثمانية عقود». ولا يتردّد حصني في وصف براون ب «الأنانية»، مشيراً إلى أن «أنانيتها المفرطة دفعتها إلى محاولة بناء موقعها الالكتروني (ذا دايلي بيست) الذي لم يسمع به أحد سابقاً على أطلال مجلة أسبوعية عريقة. فكانت كالوحش الذي يفترس ضحية جميلة ليشبع غريزته في البقاء». ويقول حصني، الذي يعمل مستشاراً مهنياً لكثير من المجلات ودور الصحافة الكبرى في أوروبا وأميركا، إن براون «تخدع العالم عندما تقول أن «نيوزويك» لم تتوقف بل تحوّلت موقعاً الكترونياً يحمل اسم «نيوزويك غلوبال». وكل الدراسات تفيد بأنه لا يمكن أي مطبوعة أخفقت في جذب القراء على الورق أن تجذبهم في العالم الرقمي الافتراضي». ويضيف: «فشلت براون في رئاسة تحرير «نيوزويك» الورقية. فبعد سنتين من نشر الموضوعات السطحية ومواضيع الغلاف المضحكة... خرجت علينا تقول إن العصر هو للانترنت وليس للورق، لتغطي فشلها الذريع في إدارة المجلة. فكانت أشبه بمن يقتل الدجاجة البيّاضة... حتى تنقذ البيضة من الكسر».