أندونيسيا أكبر دولة إسلامية في العالم، هي عبارة عن أرخبيل مكون من 17508 جزر مختلفة الأحجام، 6000 منها فقط مأهولة بالسكان، 242 مليون مواطن، على مساحة أقل بقليل من مليوني كلم مربع. وتحتل موقعاً استراتيجياً غاية في الأهمية بين آسيا وأستراليا. جيرانها: سنغافورة، الفيليبين، بابوا غينيا، تيمور الشرقية وماليزيا. مساحتها الواسعة، وجزرها المتعددة والمختلفة الطبيعة والمناخ، من أراض برية تطلّ على بحر الصين، جعلتها تصنف كثاني أعلى مستوى في التنوع البيولوجي بعد أستراليا في العالم. إلا أنها من بين الدول الثلاث الأكثر تلوثاً في العالم، مع المكسيك والبرازيل. غنية بمواردها الطبيعية من ماء ونفط وغاز ونحاس وذهب، الغابات تغطي 60 في المئة من أراضيها، وساحلها يمتد 80 ألف كلم. تضم أندونيسيا 300 مجموعة اثنية و743 لغة ولهجة محكية من قبل أقوام دينية وعرقية عدة، أهمها اللغة الجاوية (نسبة لجزيرة جاوا) التي يستعملها 42 في المئة من الشعب، بالإضافة إلى أعراق ولغات هندية وصينية وأوروبية وعربية. ومع كل هذا التنوع والخلاف، يحتار السائح أمام تواضع هذا الشعب ولطفه الذي يفوق الوصف حقاً، ومن المؤكد أن هناك مبرراً لترفع الدولة الأندونيسية شعاراً وطنياً هو «الوحدة في التنوع». لكن البلاد تواجه تحدياً كبيراً يتمثل في سرعة النمو السكاني وتسارع النشاط الاقتصادي والصناعي مما يشكل خطراً بيئياً مؤكداً. إن ضعف أداء مؤسسات الدولة على رغم الجهود المبذولة ونقص الموارد يهددان الثروات الحرجية والغابات والمحميات الطبيعية، بالإضافة إلى الإهمال والعجز في منع الحرائق أو تلافيها وإلى الإفراط في استغلال الموارد البحرية وبشكل عشوائي. الغالبية المسلمة التي تكون المجتمع الأندونيسي، من المعتدلين سياسياً والوسطيين دينياً، عارفون أصول دينهم ودنياهم والمعادلة واضحة: تطور ونمو وازدهار البلاد أدت خلال السنوات الأخيرة إلى انحسار نشاط المجموعات المتطرفة، فقد اعتقل من أعتقل وقتل من قتل وانكفأ العديد منهم إلى مجموعات صغيرة نائمة أحياناً، تفلت من قبضة البوليس.