نفى سفير إيران لدى صنعاء محمود حسن زاده الاتهامات التي كان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وجهها لبلاده قبل نحو شهرين بالتدخل في الشأن الداخلي لليمن والتورط في دعم فصائل انفصالية في الحراك «الجنوبي» وأخرى في الشمال لإفشال التسوية الراهنة، وقال إنها اعتمدت على تقارير خاطئة، معتبراً أن «تقارير غربية مضللة تهدف إلى تعكير العلاقات» بين البلدين. ونفى السفير حسن زاده في مؤتمر صحافي عقده أمس في صنعاء تشكيل بلاده شبكات تجسس إيرانية في اليمن، وقال إن هذا الاتهام «سخيف»، معتمداً لهجة لم تخل من سخرية عندما قال إن «اليمن دولة بلا تقنية أصلاً لكي نتجسس عليها»، وتساءل «ماذا تريد إيران من التجسس على اليمن، هل على المفاعل النووي أم على اقتصاد اليمن أم على معسكراته؟». وأضاف «إذا كان لدى اليمن أي أدلة بخصوص ذلك فعليه تقديم تلك الأدلة». وكان الرئيس هادي اتهم إيران بالتدخل في الشأن اليمني وبدعم أطراف يمنيين في الجنوب والشمال بهدف إفشال التسوية السياسية. كما أعلن في أواخر أيلول (سبتمبر) الماضي عن كشف أجهزة الأمن اليمنية خلايا تجسس تتبع «الحرس الثوري الإيراني»، وطالب طهران بالكف عن التدخل في الشأن الداخلي اليمني. ويأتي المؤتمر الصحافي للسفير الإيراني في وقت تشهد العلاقات اليمنية - الإيرانية توتراً ملحوظاً منذ أشهر، في حين لوح مسؤولون يمنيون باحتمال قطع العلاقات الديبلوماسية مع طهران إذا استمر تدخلها في اليمن. وفي هذا السياق أكد السفير الإيراني أن «الاتهامات للجمهورية الإسلامية كانت من قبل النظام السابق بدعم جماعة الحوثي (المتمردين الشيعة في الشمال)، والنظام الحالي يتهم إيران بدعم الحراك لانفصال الجنوب، وتشكيل شبكات التجسس، وهذه تقارير غربية مضللة تلقاها الرئيس هادي». ونفى أي علاقة لإيران بضبط حاوية تحتوي معدات تجسس في عدن قبل شهرين، وقال رداً على سؤال «قد تكون هناك تقارير غير صحيحة تصل إلى المسؤولين في الحكومة اليمنية تتسبب في مثل هذه الاتهامات». وأشار محمود زاده إلى أن إيران لم تتدخل في الشأن اليمني، وأنه لا توجد لديها أي نية لمثل هذا التدخل، وقال إن السياسية الخارجية لبلاده تقوم على أساس الجوار والتكاتف الإقليمي وأن العلاقات اليمنية - الإيرانية حساسة جداً وتحتم على الجانبين التعاون لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. وأضاف: «يجب أن لا نسمح لأحد أو للدول المجاورة بإثارة الفوضى والنزاع في المنطقة»، مشيراً إلى أن إيران تسعى منذ أن توحد اليمن إلى ترسيخ الوحدة اليمنية ولم تتغير سياستها حتى الآن، متمنياً أن يخرج اليمن من هذه الأزمة والظروف الصعبة التي يمر بها. وفي سياق منفصل دانت محكمة يمنية متخصصة في قضايا الإرهاب أمس، خمسة من عناصر تنظيم «القاعدة»، وقضت بحبسهم مدداً تتراوح بين 4 و 10 سنوات بناء على التهم الموجهة إليهم من قبل النيابة العامة بالاشتراك في عصابة مسلحة للقيام بأفعال إجرامية تستهدف مصالح ومنشآت حكومية وقيادات عسكرية في عدد من المناطق. وقضى الحكم بحبس محمد عبدالله علي معوضة 10 سنوات، وبالحبس 6 سنوات لكل من: بلال محمد علي صالح الحبابي وصدام حسين صالح المنادي ومحمد أحمد عبد الجليل غالب، و4 سنوات لشمسان أحمد حسين الحرازي. إلى ذلك شنت قوات الجيش اليمني أمس هجوماً على معاقل للتنظيم في منطقة المحفد التابعة لمحافظة أبين(جنوب) وخاضت اشتباكات عنيفة مع مسلحيه أدت إلى انسحابهم من المنطقة. وقالت مصادر محلية وعسكرية متطابقة ل»الحياة» إن وحدة من الجيش تابعة للواء 111 المرابط في أبين، شنت بهجوماً مدعومة بالعشرات من مسلحي «اللجان الشعبية» القبلية المساندة للجيش.