وصف رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم جمال علام ل «الحياة» أن عودة مسابقة الدوري المحلي بمثابة قبلة الحياة للكرة المصرية التي تجمدت نحو عام، نافياً الاتهامات التي طاولته بالتقرب من مؤسسة الرئاسة للحفاظ على موقعه. ولفت إلى أنه يواجه فساداً ورثه في «الجبلاية»، متحدثاً عن قضايا شائكة عدة متعلقة بشؤون الكرة المصرية، فإلى الحوار: وصلت إلى قمة المسؤولية عن كرة القدم المصرية، وأصبحت رئيساً لاتحاد اللعبة، كيف كان لك ذلك؟ - لست دخيلاً على الرياضة، ولكن الوصول إلى رئاسة الاتحاد المصري منحني الأضواء، إذ إنها اللعبة الشعبية الأولى، ليس في مصر فقط، وإنما في العالم، وأيضاً من أهم أسباب عدم شهرتي سابقاً أنني جئت من منطقة الجنوب، فصعيد مصر دائماً ما يكون بعيداً عن الاهتمام من مسؤولي الدولة وإعلامها، وأنا حاصل على بكالوريوس تجارة، وأعمل مديراً لأحد فنادق الأقصر السياحية، وبدأت رحلتي مع الرياضة عندما توليت أول منصب رياضي في حياتي، وأصبحت عضواً في مجلس إدارة نادي الأقصر ثم مشرفاً على فريق كرة القدم، وتدرجت في المناصب حتى وصلت إلى رئاسة نادي الأقصر لدورتين متتاليتين، ثم أميناً لصندوق منطقة قنا الرياضية ثم نائباً لرئيس منطقة قنا، ثم رئيس منطقة الأقصر لكرة القدم، ورئيس لجنة المسابقات في جنوب الصعيد، وأخيراً رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم. لعبت دوراً في إنقاذ الدوري المصري من الإلغاء... حدثني عن ذلك؟ - منذ تسلمي مهمة إدارة «الجبلاية» اتفقت وزملائي في المجلس الجديد على طرق كل الأبواب، فأرسلنا خطابات إلى كل الجهات المسؤولة مثل وزارة الداخلية ومجلس الوزراء ورئيس الجمهورية، وأيضاً الجهة الإدارية الممثلة في وزارة الرياضة، وأخيرا أعلنت القوات المسلحة موافقتها على استضافة المباريات رسمياً على ملاعبها، وأقر موعد عودة الدوري في الثاني من شباط (فبراير) المقبل بعد اجتماعي مع وزيري الداخلية والرياضة ومندوب وزارة الدفاع. من صاحب قرار عودة المسابقة وزارة الداخلية أم اتحاد الكرة أم وزارة الرياضة أم رئاسة الجمهورية؟ - قبل أن أجيب عليك لا بد أن نحدد دور كل جهة، فالاتحاد جهة تنظيمية، وقام بدوره على أكمل وجه، وأرسلنا جداول اللقاءات إلى الأندية، وأبلغناها بموعد المباريات، وجهزنا الحكام وعمل كل شيء، حتى اختيار الملاعب، وحصلنا على موافقة القوات المسلحة، وطلبنا تأمين المباريات فقط من وزارة الداخلية التي وافقت أخيراً. البعض يرى بأن إرسال رئيس الوزراء خطاباً إلى وزير الرياضة يطالبه بتطبيق المادة ال18 تجاهل لك؟ - هذا ليس تجاهلاً، أنا على اتصال دائم بوزير الرياضة، وكل هدفنا خلال المرحلة الحالية عودة الدوري، وليس أي أمر آخر. توليت رئاسة الاتحاد المصري في وقت صعب تمر به مصر والرياضة على وجه الخصوص، كيف تعاملت مع الوضع؟ - جئت في ظروف صعبة للغاية، ولكني أرى بأن كل الملفات تتحرك عدا ملف الرياضة، تحديداً أزمة مسابقة الدوري قبل حسمها بالموفقة على بدء المسابقة، نحن نحلم بالصعود إلى كأس العالم، فكيف كان سيحدث هذا في ظل عدم وجود مسابقة رسمية يتم اختيار عناصر المنتخب منها، ولذلك نلتمس كل العذر للمدير الفني الأميركي بوب برادلي، إذا لم يحقق نتائج إيجابية. ما حقيقة ما تردد أن برادلي تنصل من وعده بالوصول إلى كأس العالم؟ - لم يحدث إطلاقاً، وهمزة الوصل بيني وبينه نائبي حسن فريد، والتقيته مرتين، ووعدني ببذل أقصي جهد. هل لرئيس الاتحاد هوية سياسية؟ - أنا مصري الهوية والجنسية، ولا مكان للميول الحزبية والانتماء السياسي، فأنا لا أحب العمل السياسي، لأنه يفتقد الصدقية. لو صدر حكم قضائي في 8 كانون الثاني (يناير) المقبل بإلغاء انتخابات اتحاد الكرة؟ هل ستلجأ إلى «فيفا» أم ستنفذ حكم القضاء؟ - في الحقيقة «فيفا» أعطاني التحصين، لذا فأنا مستمر في منصبي إلى انتهاء دورتي، لأن القواعد الدولية تحتكم إلى أن الجمعية العمومية هي صاحبة الحق وليس القضاء، لذلك أنا لست قلقاً من الحكم القضائي، لأن الانتخابات أقيمت بإشراف «فيفا»، وأثنى الجميع حينها على نزاهة الانتخابات. لو أعيدت الانتخابات مرة أخرى، هل ستترشح أمام هاني أبوريدة أم أنك ستتنحى وتكتفي باللقب الذي حصلت عليه؟ - نعم، سأترشح مرة أخرى، والدليل أني ترشحت قبل انسحاب أبوريدة من سباق الرئاسة، ولكني في الوقت ذاته، لن أنسى دعم أبوريدة، حتى وصلت إلى المنصب. ماذا يمثل لك لقب رئيس الاتحاد المصري؟ - هو لقب كبير، وإضافة إلى مشواري، ولكن الشخص المتوازن لا تغيره المناصب، لأنها في النهاية زائلة. ما وجه الشبه بينك وبين الرئيس المصري محمد مرسي؟ - نعم هناك تشابه، لأن المصريين قالوا إن مرسي جاء بديلاً عن القيادي الإخواني، خيرت الشاطر، وأنا جئت بدلاً من أبوريدة، ولكني أحب أن أوضح أنني لست بديلاً عن أحد، وفي الوقت ذاته، لا يمكن أن أنكر قيمة أبوريدة داخل مصر وخارجها، وهو وجه مشرف لمصر في «فيفا». ما تفاصيل مقابلتك لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر على هامش كأس العالم للأندية؟ - تمنى بلاتر عودة الاستقرار للكرة المصرية، وأشاد بإنجازتها الكبيرة خلال الأعوام الأخيرة. ماذا قال لك هاني أبوريدة في أول لقاء بينكما وجهاً لوجه بعد انتخابات الاتحاد المصري؟ - ليس بيني وبين هاني أبوريدة معرفة شخصية سابقة، وأول مرة التقيته كانت ليلة الانتخابات، وقال لأعضاء الجمعية العمومية بالحرف الواحد من كان يريد أن يعطني صوته فليعطيه لجمال علام، وكانت مساندة كبيرة منه، وجميل اعترف به، وسألت أبوريدة، هل هناك خطة كنت تطمح إلى تنفيذها؟ فقال: «أنا جئت لأخدم الرياضة المصرية فقط». تلاحقك اتهامات بضعف الشخصية، وبأن رئاسة الاتحاد موقع كبير عليك، وأنك تحاول التقرب من جماعة الإخوان المسلمين المنتمي لها الرئيس مرسي للاحتفاظ بموقعك؟ - هناك فرق بين التعامل الرفيع والاحترام وبين الضعف، نحن أبناء الصعيد نتحلى بالأدب والأخلاق، وهناك من يأخذ هذا على محمل مختلف، ويقول إنها ضعف شخصية، ولكن عندما تطاول الاتهامات أي إنسان سينقلب 180 درجة، وعلى العموم فالمنصب ليس كبيراً عليّ، فأنا على قدر المسؤولية، وسأضيف للكرة المصرية، أما انتمائي للإخوان، فهي شائعات، لأنني لا أنتمي سوى للوطن، وعن تقربي من الرئيس مرسي، فأنا لم أتحدث معه، ولم أتقرب إليه. من الذي يدير اتحاد الكرة هاني أبوريدة أم عضو الاتحاد حازم الهواري أم وزير الرياضة؟ - لا أحد يدير الاتحاد إلا أنا، ولم يتدخل أحد من هؤلاء، والدليل أن وزير الرياضة لم يتعامل معنا إلا من خلال كونه الجهة الإدارية فقط، وهو دور رقابي لا أكثر. إذاً بماذا ترد على من يقول إن أبوريدة حصل على ما أراد في أول اجتماع، وهو خطاب الترشيح ل«فيفا»... وأن حازم الهواري أعاد التحقيق من خلف الستار في فضيحة الكرة الخماسية، على رغم وجود قرار من مجلس الإدارة بتسريحهم، وأنت شخصياً أبقيت على فجر الإسلام رجل الهواري، وفضلاً عن ذلك طلب وزير الرياضة منك إلغاء مزايدة الملابس، ووافقت على ذلك.. ويقال إنك تعود إليه في كل صغيرة وكبيرة، على رغم أن اتحاد الكرة جهة مستقلة عن الجهة الإدارية وتحكمها لوائح «فيفا»؟ - أولاً: خطاب ترشيح أبوريدة جاء بناء على معايير وضعتها الجمعية العمومية، وهو الذي انطبقت عليه الشروط، وبالنسبة إلى فجر الإسلام، فلم يكن من ضمن عناصر الكرة الخماسية، ثانياًً: عندما وصل إلى التقرير حولته إلى التحقيق مباشرة وللشؤون المالية، أما عن إلغاء مزايدة الملابس والبث الفضائي فلم نجامل فيها الوزير أو غيره، وكانت موجودة في وزارة الرياضة، ولم يرسل لإلغائها بل أرسل بعض الملاحظات، ونحن من قام بإلغائها لعدم تقدم شركات، أما مزايدة البث الفضائي، فتقدمت لها شركة واحدة، وسننتظر في ملاحظات الجهة الإدارية عليها. ما رؤيتك ومخططك في تطوير الكرة المصرية؟ - تطوير المنظومة الرياضية يبدأ من قاعدة النشء والشباب، لأنهم هم الركيزة الأساسية للمنتخب، وسنضع خططاً أو نأتي بمن ينفذها، وكل هذه تصورات قليلة من بين العديد من الآمال والطموحات، وهدف الاتحاد هو نشر اللعبة على أكبر نطاق داخل مصر، حتى نستطيع أن ننافس الاتحادات العربية والأفريقية المتطورة، وأهم أسباب تخلفنا هو عدم تعميم التكنولوجيا الحديثة، وعدم التخلص من العمل اليدوي العشوائي. هل تعتقد أنك قادر على تحقيق ما فشل فيه سلفك سمير زاهر؟ - سمير زاهر لم يكن فاشلاً، ففي عهده حققت مصر إنجازات غير مسبوقة، ونحن جئنا لنبني ونتعلم من أخطاء السابقين، ولكن الجانب التنظيمي شابه الكثير من الأخطاء والنقصان، وهو ما نقوم حالياً بعلاجه. لماذا يحدث تضارب بين تصريحاتك، وكل أعضاء الاتحاد في قضايا الدوري والمزايدات والبث الفضائي؟ - لا يوجد تضارب في التصريحات، إنما يوجد تفسيرات إعلامية خاطئة، والعضو محمود الشامي هو المتحدث باسم المجلس ولا أحد غيره، أما بالنسبة إلى التصريحات المنسوبة لي، فحدث ولا حرج، فعندما كنت في اليابان نسبت إليّ العديد من التصريحات الخاصة، وهنا أتمنى أن يتكاتف الإعلام معنا للوصول إلى الاستقرار المطلوب. ما زالت المجاملات مستمرة في «الجبلاية»، على رغم الإطاحة ببعض العواجيز، إلا أن هناك إصراراً على بقاء عدد كبير منهم، وعلى رأسهم فوزي غانم الذي تجاوز ال70 عاماً، وتعيين عبدالفتاح الحسن رئيس نادي بيلا في الشؤون القانونية للوفاء بوعود انتخابية، كيف ترد على هذه الاتهامات؟ - بالنسبة إلى المجاملات، فهي خرجت من الاتحاد بلا رجعة، وفوزي غانم قيمة كبيرة نحتاج إليها، وعندما بدأنا الهيكلة تمت الإطاحة ببعض الشباب، وهذا يدل على الصدقية. متى سيتم تطبيق دوري المحترفين؟ - بدأنا بالفعل، وسنقوم بتطبيقه على أربعة أندية في البداية هذا العام، نظراً إلى مشاركتهم الأفريقية، وهم الأهلي والزمالك وانبي والإسماعيلي. لم نسمع عن تكريم من الاتحاد المصري للنادي الأهلي ولمحمد أبوتريكة ومحمد صلاح واسم الراحل محمود الجوهري بعد حصولهم على جوائز الاتحاد الأفريقي؟ - سيتم تكريمهم، الأهلي وأبوتريكة ومحمد صلاح، ولكن وجودي في الأقصر وانشغالي مع الاتحاد العربي في الفترة الماضية أجل التكريم. ما طبيعة علاقتك بمسؤولي الاتحاد العربي لكرة القدم؟ - علاقة وطيدة وطيبة للغاية، ومشاركة الإسماعيلي في كأس الاتحاد العربي تعيد الكرة المصرية تدريجياً للمسابقات العربية الغائبة عنها منذ أعوام. لماذا تتجه مصر نحو قطر في المباريات الودية، ولم تتجه نحو السعودية أو الكويت أو غيرها من دول الخليج؟ - رابطة النقاد الرياضيين المصرية هي صاحبة الدعوة لمساعدة أسر ضحايا بورسعيد، وكذلك ضحايا قطار أسيوط، وعلى العموم نحن نرحب بأية مبادرة عربية من جميع الإخوة العرب، فهم أشقاء لا فرق بينهم. كيف ترى غياب مصر عن رئاسة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم «كاف» في ظل سيطرة الكاميروني عيسي حياتو؟ - عندما نتحدث عن رئاسة الاتحاد الأفريقي أو الدولي لا بد من أن يكون لديك شخص يتمتع بالشخصية الدولية المؤثرة، وعيسي حياتو لديه قبول كبير وعلاقات دولية، والوحيد في مصر القادر على الترشح هو هاني أبوريدة فقط.