بعد أداء أول اختبار نهائي للفصل الدراسي الأول للعام الدراسي 2012-2013، خرج طلاب وطالبات المرحلتين المتوسطة والثانوية قبيل أذان الظهر بآراء متفاوتة عن مستوى الاختبارات، ومستوى الحصاد العلمي الذي يقطف في نهاية الفصل الدراسي. ولعل مادة الرياضيات لدارسي المرحلة المتوسطة والقسم العلمي من المرحلة الثانوية تمثل لهم أبرز العقبات، وبات الطلبة يصفون مادة الخوارزمي ب«عقدة المصنف»، بيد أن الآراء حول صعوبة أول اختبار يواجههم في الصباح تباينت بين من يراه سهلاً، ومن يراه معقداً لا يمكن حله، ويفسر الكثيرون وجودها يوم السبت أيام الاختبارات. والأمر يكون مختلفاً تماماً لطلاب المعاهد العلمية الدينية التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود، إذ تتصدر مادة الفقه الإسلامي (زاد المستقنع في اختصار المقنع) أول الترتيبات في سلم جداول الاختبارات النهائية، بعد أن كانت مادة النحو العربي (شرح ابن عقيل لألفية ابن مالك) متربعة على هذا العرش لأعوام. وتشبه المعاهد العلمية مدارس تحفيظ القرآن والأقسام الأدبية في مرحلة الثانوية العامة التابعة لوزارة التربية والتعليم، ولكنها تختلف عن الأولى في محتوى المناهج وطريقة التدريس، إذ لا تعتمد على المؤلفات والمتون القديمة، بل تقدم المعلومة بطريقة أكثر سهولة، بعيداً عن تعقيدات المتون والأبيات الشارحة. ويرى الاختصاصي التربوي سهيل أبو زهير، أن الاختبارات اختلفت كثيراً عن السابق، فلم تعد مقالية بل أصبحت أسئلة موضوعية تتنوع بين «أكمل الفراغ، صح أم خطأ، الاختيارات المتعددة». وأرجع أبو زهير شكوى بعض الطلبة من صعوبات الاختبارات النهائية إلى المعلم والطالب، موضحاً أن الطالب لا يكون حاضر الذهن مع المعلم، أو أنه لا يبالي ولا يهتم في حال وجوده، أو أن المعلم لا يوصل المعلومة بشكل صحيح، وربما يكون المعلم مشاركاً بشكل مباشر. وأشار الاختصاصي التربوي إلى أن رهبة الاختبارات لم تعد كالسابق، «فالأسئلة لم تعد بتلك الصعوبة»، مضيفاً: «في السابق كانت الأسئلة موحدة وربما يضع الأسئلة رجل تربوي غير موجود في الميدان، أما الآن فالوضع مختلف، والعرف التعليمي في الاختبارات يعتمد على أن يوضع سؤال للطالب الجيد، وسؤال إلى الطالب التميز، وسؤال للطالب الضعيف، لكي تتبين القدرات، ومن الظلم وضع أسئلة متاحة لجميع الطلبة من ناحية القدرة». ويرى أحمد السلمي وهو طالب في الصف الثالث المتوسط أن الرياضيات تعد الأصعب بين المواد، وأن اجتيازها يعني بداية انفراج الرهبة والخوف في أيام الاختبارات، مؤكداً أن مثل هذه المواد تحتاج إلى حضور ذهني في وقت شرح الدرس في أيام الدراسة وإلى فهم ومراجعة للمنهج كاملاً قبل الاختبارات النهائية. بينما ترى عائشة السالم طالبة الصف الثالث الثانوي القسم العلمي في حديثها إلى «الحياة»، أن الاختبار لم يكن بتلك الصعوبة التي تتحدث الطالبات عنها، وأن الاختبارات بشكل عام لا تخرج عن المنهج الدراسي، وأن المذاكرة تعد ميزان القوى والتميز بين الطالبات، مبينة أن معلمة المادة لم تخرج عن المنهج، ولم تسمح لنا بأية مذكرات مختصرة، بل إنها تعتمد على الكتاب كاملاً، وهذا يسبب أحياناً نوعاً من الضغط على الطالبة. ويؤكد عبدالكريم الضبعان الطالب بالصف الأول الثانوي في المعهد العلمي في جدة، أنه في أول الأيام يكون الاختبار صعباً نوعاً ما، فمادة الفقه التي يقرر المعهد عليهم فيها دراسة كتاب «زاد المستقنع في اختصار المقنع»، التي تحوي متوناً قديمة لها شروح، ما يصعب المسألة. وأضاف: «مناهجنا تختلف عن الأقسام الأدبية في مدارس الثانوية العامة، إذ يوجد فيها تخصص ديني أكثر، على رغم دخول المواد العلمية في المعاهد في الآونة الأخيرة».