على رغم التطور التقني وانتشار وسائل الاتصال المتعددة البرامج إلا أن «تفتيش» ما قبل الاختبار يحبط الكثير من محاولات «تهريب» الجوالات إلى داخل قاعات الاختبارات لدى الطلاب، لقطع الطريق أمام محاولات «الغشاشين» الجاهدة، لتسخير وتطويع التقنية للحصول على معلومة يكون الطالب في أمس الحاجة إليها أثناء خلوته العقلية بورقة الاختبار، سيراً على خطا من سبقوهم بالعلم، واستغلالاً لتقنية «التصغير» ب«التصغير»، لا يزال الكثير من الطلبة يكافح «صعوبة» الأسئلة - بحسب اعتقاده - بالاعتماد على قصاصات أوراق يقوده حدسه إلى أن تكون ضمن كوكبة الأسئلة الموجودة على «ورقة الإكرام أو المهانة». تصغير الأوراق الذي يكثر الطلب عليه، وتزدهر تجارته خفية وجهاراً في مواسم الاختبارات، إذ يصل سعر الورقة الواحدة أحياناً نحو ريالين، وذلك لتصغير كل ورقة بحسب المقاس الذي يختاره «الزبون»، طبقاً للمعادلة البرشامية الأشهر، «كلما صغرت الورقة واتضحت بها الكلمات، كلما كانت أنفع في الاختبار». إدخال القصاصات الصغيرة إلى القاعة يحتاج إلى احترافية في التعامل والإخفاء، كما يقول الطالب في الصف الثالث الثانوي طارق سعود: «عدم الارتباك، ومحاولة إخفاء التوتر، أهم خطوات إدخال البراشيم إلى القاعة، إضافة إلى إخفائها في أماكن لا تخطر على بال أحد، كإخفائها في مشد طبي يوضع على كعب الرجل أو في طية سوار الثوب المفرغة أو خلف قبة الثوب من الخلف التي يسترها الشماغ». «البرشام» الذي جاء معناه في المعجم الوسيط بأنه «غلفٌ تحشى بالأدوية»، اختلف معه السعوديون في التعريف، فعوضاً عن حشوه بالدواء والمركبات الكيماوية التي في شأنها أن تشفي الجسد، راحوا يحشونه بالمعلومات التي في شانها أن تشفي غليل الطلاب فوق ورقة تعكس صورة عجوزٍ شريرة، لا ترحم من لم يذاكر، وتحاول أن تتصيد الأخطاء بين خطوات الأقلام على جسدها الأبيض النقي إلا من سواد حبر الأسئلة التي كثيراً ما تكون مفخخة، لترضي ضمير المعلم عن وقوفه أمام طلابه، يلقنهم الكثير من المعلومات، وتقيس مدى تذكر الطالب لما قرأ وذاكر.