شجع ارتفاع أسعار الذهب، في السنوات العشر الأخيرة، الإقبال على شراء منتجات، معروفة باسم «إي تي بي» أي «اكستشنج ترايدد برودكت» (Exchange Traded Product)، وهي منتجات لها مراجع في الأسواق المالية، على رأسها الذهب وصناديق الاستثمار «أي تي إف». وفي هذا المجال، رأى خبراء أن هذه المنتجات هي اليوم الوسيلة الأسهل للاستثمار بالذهب من دون الاصطدام بقواعد مشتقات الأسهم المالية غير المضمونة. كما أن التداول بها يتطلب من المستثمرين تقديم ضمانات، أولها شراء كميات من سبائك الذهب وإيداعها لدى الجهات المصرفية المعنية. ولا يخفي الخبراء السويسريون أن يكون انتعاش التداول بهذه المنتجات العامل الأساس لدعم أسعار الذهب هذا العام. وعلى صعيد تدفق الاستثمارات العالمية نحو منتجات «أي تي بي»، يقدّر المحللون السويسريون أن إجمالي الاستثمارات الصافية يصل إلى نحو 15 بليون دولار سنوياً، وأن هذه المنتجات تتركز داخل صناديق استثمار خاصة، يبلغ عددها عالمياً 104 صناديق. وتشير البيانات إلى أن هذه الصناديق تتضمن ما قيمته 144 بليون دولار من منتجات الاستثمار في الذهب، ومن أبرز هذه الصناديق «إس بي دي آر غولد شيرز»، المدرجة أسهمه في بورصة «وول ستريت» والذي تصل قيمته الإجمالية إلى نحو 74 بليون دولار، وهو مربوط بنحو 1351 طناً من سبائك الذهب. ويعترف الخبراء المصرفيون السويسريون بأن القوة المالية لمنتجات الاستثمار في الذهب من شأنها التلاعب بالأسواق المالية، كما أنها تمتص عالمياً ثُلثي عدد المداولات بالذهب التي يمكن احتسابها بملايين الصفقات يومياً. وبعد بداية غير واضحة للعام الماضي، تدفقت الاستثمارات نحو منتجات الاستثمار بالذهب وانتعشت اعتباراً من آب (أغسطس) الماضي. وهذا ما تبيّنه أسعار المعدن النفيس، إذ ارتفع سعر أونصة الذهب من 1600 دولار إلى نحو 1800 دولار. ويشير المحللون إلى أن المستثمرين يستفيدون من معادلة، تتمثل في مراقبة مسار تدفق الاستثمارات الدولية نحو منتجات «أي تي بي»، للتمكن من رسم توقعات دقيقة حول أسعار الذهب. فكلما زادت هذه الاستثمارات تحولت أسعار الذهب إلى الارتفاع، آلياً ومن دون مضاربات! ويرى المتعاملون أن تدفق الاستثمارات نحو هذه المنتجات والصناديق المالية، يعكس مدى جدية العروض التي تقدمها. وفي سويسرا تتصاعد طلبات شراء منتجات الاستثمار في الذهب نظراً إلى رغبة المستثمرين المحليين في تنويع نشاطاتهم المالية وحماية أنفسهم بسبب الأوضاع المالية غير المستقرة. ولا شك في أن السياسات المالية التوسعية، التي تبنتها المصارف المركزية حول العالم، لعبت دوراً بارزاً في تعزيز مكانة منتجات «أي تي بي»، حول العالم. وبفضل هذا السياسات التمددية، تأرجحت أسعار المعدن النفيس بمعدل 45 في المئة منذ عام 1990.