لا يتوانى سكان حي الراكة، عن بثّ شكواهم ومعاناتهم «المستمرة» منذ أكثر من 25 عاماً، موجهين نداءات متتالية إلى الجهات الخدمية كافة، بعد أن عانوا من «الإهمال الملحوظ» منها. وعلى رغم أهمية الحي وكثرة المشاريع الحيوية والشركات العالمية الكبرى فيه، فضلاً عن احتضانه أطول الأبراج التجارية في المنطقة الشرقية، إلا أن تلك الجهات أدارتْ وجوهها عن الحي، وأغلقت أعينها وآذانها، ليتحول الراكة إلى مقر للمخالفات البيئية والصحية. ويكاد هذا الحي الساحلي، الذي يقع بين مدينتي الدمام والخبر، ويجمع عوامل الجذب السياحي والاقتصادي في المنطقة، يكون أشبه بالعاصمة الألمانية برلين، قبل اتحاد الألمانيتين، بشقيها الغربي والشرقي، فهو يقع على الطريق الساحلي الفاصل بين المدينتين. ويُعتبر من الأحياء المكتملة من ناحية البنية التحتية، إلا أن مستوى الخدمات فيها «متدنٍ» في شكل لافت، خصوصاً الخدمات البلدية، والمياه والصرف الصحي، وهو ما تسبب في مشكلات بيئية وصحية. ودفع نقص الخدمات وإهمال الجهات المسؤولة سكان الحي إلى تقديم شكاوى عدة، لم تلقَ آذاناً صاغية، طوال ال25 عاماً ماضية، لكنها هذه المرة لقيت تفاعلاً من الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة)، التي طالبت بضرورة التحقيق مع مسؤولي «أمانة الشرقية» ومحاسبتهم، كما طالبت بسرعة «معالجة أسباب وجود الملاحظات، بما يكفل رفع المعاناة عن المواطنين». ويعاني الحي، من انتشار مخلّفات البناء في الأراضي البيضاء، وكثرة الحفر، والهبوطات في طبقة الأسفلت، والردميات في الطرق والشوارع، وطفح مياه الصرف الصحي، وهو ما تسبب في انتشار البعوض، والروائح الكريهة، وتدني مستوى النظافة، وكثرة انتشار أوراق الأشجار والمخلّفات وانتشار الكلاب الضالة في الطرق داخل الحي. وأكد قاطنو الحي، أنهم تقدموا بشكاوى عدة، حول تدني مستوى الخدمات، إلى الجهات المسؤولة، التي لم تعالج الملاحظات حتى الآن. وذكر أحمد آل قطيش، أن الحي «يعاني من نقص الخدمات، منذ أكثر من ربع قرن»، موضحاً أنه «أصبح مرتعاً للفساد بسبب غياب الجهات الرقابية، وعدم التزام المقاولين بالتعليمات». وأضاف: «أحد الشوارع القريبة من منزلي لم يتوقف العمل فيه منذ أكثر من 12 عاماً». فيما يلفت فيصل العجمي إلى المعاناة المتواصلة لهذا الحي، «الواقع خارج الزمان والمكان»، بحسب قوله. مؤكداً: «بنيته التحتية مترهلة، وشوارعه مليئة بالمطبات، ولم نجد مَنْ يتفاعل معنا. بعد أن بحَّ صوتنا ونحن نناشد البلديات والجهات المسؤولة. من دون جدوى». ولفت العجمي إلى أن حي الراكة يضم مواقع مهمة، مثل: جامعة الدمام، وفنادق، وشركات عالمية، أبرزها «شلمبرجير»، و«الشركة السعودية القابضة». كما يضم أطول الأبراج في المنطقة الشرقية ومقار لشركات طيران.