الناصرة، طهران، باريس – «الحياة»، أ ب، رويترز، ا ف ب – اتهم حزب إصلاحي بارز الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ووزير الداخلية صادق محصولي أمس، بالوقوف وراء «الانتهاكات» المرتكبة بحق المتظاهرين المعتقلين بعد الانتخابات الرئاسية، وشبّه أحد مراكز الاعتقال بسجن «أبو غريب» في العراق، فيما اعتبر رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني ان تأكيد مهدي كروبي المرشح الإصلاحي الخاسر في الانتخابات، الاعتداء جنسياً على متظاهرين معتقلين، هو «محض كذب».جاء ذلك في وقت اعتبر مسؤول أمني إسرائيلي بارز أمس، أن هجوماً إسرائيلياً على المنشآت النووية الإيرانية هو «خيار قائم ومتوافر لدى إسرائيل، لكن الوقت ليس في مصلحتها». ونقلت صحيفة «معاريف» عنه قوله إن في إمكان الدولة العبرية «تأخير» البرنامج النووي الإيراني في شكل جدي، اذا هاجمت طهران بقوتها الذاتية من دون تنسيق مع الولاياتالمتحدة أو الحصول على موافقتها. لكنه أضاف: «لا منطق في تنفيذ الهجوم قبل الانتهاء من الحوار المفترض بين واشنطنوطهران، أو قبل أن ييأس الأميركيون من فرص فتح مثل هذا الحوار». وأبدى المصدر ذاته تشاؤمه حيال عامل الوقت «الآخذ في النفاد، خصوصاً أن إيران تواصل تحصين منشآتها النووية وتمويهها، تحسباً لهجوم إسرائيلي». وعلى صعيد الأزمة في إيران، أعلنت «منظمة مجاهدي الثورة الإسلامية» الإصلاحية ان نجاد ومحصولي يتحملان مسؤولية «الجرائم المُرتكبة في أبو غريب كهريزاك». وأضافت في بيان نُشر على موقعها الإلكتروني: «هذان الرجلان مسؤولان عن كل الانتهاكات، والسلوك غير القانوني والتعامل المروّع مع المعتقلين في سجن كهريزاك». وكتب المرشح الإصلاحي الخاسر مير حسين موسوي في موقعه الإلكتروني ان «ما يحدث في سجون إيران هذه الأيام، يُظهر بوضوح الحاجة الى تغيير عميق في البلد». وتساءل «هل يمكن أميركا ان تضرّ إيران، مثلما أضرت هذه الأحداث في السجون بالثورة والبلد»؟ واعتبر موسوي أن «المحاكمات الصورية» للإصلاحيين تخدم فقط المصالح الأجنبية. في السياق ذاته، نقلت وكالة الأنباء العمالية (إيلنا) عن رئيس مجلس خبراء القيادة هاشمي رفسنجاني تشديده على ضرورة محاسبة مرتكبي الانتهاكات. وقال خلال لقائه محامين ان «احترام حقوق المعتقلين حيوي من اجل إصدار حكم نهائي نزيه وعادل». أما رجل الدين المتشدد مصباح يزدي فاعتبر ان تنصيب المرشد علي خامنئي لنجاد، يعني ان «إطاعة (الرئيس الإيراني) تكون بمثابة إطاعة الله». واتهم يزدي الذي يُعتبر المرشد الروحي لنجاد، المعارضة بالسعي الى إضعاف موقع خامنئي، وعمل بعضهم عن قصد او عن غير قصد، لتحقيق هذا الهدف خلال الأحداث الأخيرة». الى ذلك، دان 215 نائباً ايرانياً «التدخل الوقح لأميركا وبريطانيا وفرنسا في الشؤون الداخلية لايران»، فيما اعلن الناطق باسم الخارجية الألمانية اندرياس بيشكه ان الدول ال27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي اتفقت على استدعاء السفراء الإيرانيين المعتمدين لديها، «إعراباً عن مخاوفنا مجدداً» حيال المحاكمات في طهران وللمطالبة ب «الإفراج الفوري عن السجناء». وأعلن المدعي العام في طهران سعيد مرتضوي انتهاء محاكمة الفرنسية كلوتيلد ريس المتهمة بالمشاركة في التظاهرات. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عن «مصدر سياسي مطلع» قوله ان «السفارة الفرنسية في طهران طلبت في مذكرة رسمية، إطلاق ريس بكفالة، الأمر الذي طُرح على السلطة القضائية لتتخذ الإجراءات القانونية».