ظللتُ مولعاً بتتبع أخبار ليبرمان وأقواله، لأنه الوحيد الذي أزاح الستائر عن الوجه الاحتلالي الإسرائيلي الزائف الذي اعتادت إسرائيل أن تسوِّقه للعالم منذ نصف قرن، في ظل شعار: «إسرائيل هي الدولة الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط!». كما أنه يمثل تيار المهاجرين الإسرائيليين الجدد، الذين أخذوا الراية من أسلافهم القدماء، وكانوا أوفياء لتعاليم الأجداد، وهو على رغم يساريته الظاهرة التي اكتسبها من هجرته من روسيا الشيوعية، إلا أنه ظل أقرب إلى تيار الأصوليين الحارديم المتطرفين ممن يرون ان غير اليهود ليسوا بشرا بل ويجوز قتلهم وقتل أطفالهم في الحرب وفق كتاب «توراة الملك» للحاخام إسحق شابيرا ودوف ليئور. وهم أيضا خلقوا على شاكلة البشر ليخدموا اليهود فقط، وفق مقولة الحاخام السفاردي الأكبر عوفاديا يوسيف. هكذا التقى اليسار واليمين في»المتلازمة المرضية الليبرمانية»، وهذه التسمية ليست من إبداعي، بل هي للكاتب الإسرائيلي في صحيفة «يديعوت أحرونوت» يارون لندن الذي يقول في احدى مقالاته: «إن كل اليهود يحملون متلازمة ليبرمان، ولكن بدرجات مختلفة، فإذا استفحلت فإنها تتحول إلى مرض خطير مخيف! فقد اكتشفتُ عندما كبرت أن نظرية «كل الغوييم مارسوا قتل اليهود» ليست صحيحة، فهناك كثيرون ساعدوهم وأنقذوهم، فكل يهوديٍ حيٌّ مدينٌ بحياته لأحد الغوييم... ظللت أبحث عن الحقائق حتى خفَّفْتُ فيَّ مرض الليبرمانية، غير أن متلازمة ليبرمان تعود إليَّ من جديد، عندما نتعرض للهجوم، وعندما يبتعد عنا العالم، ويرفض مساعدتنا، كما أنني تخلصت من عادة اتهام غير اليهود بقتل اليهود. إن الشعوب تفضل الوقوف مع مصالحها، لهذا نحن ناصرنا نظام جنوب إفريقية العنصري، نظير مساعدته للأكراد، ونحن نبيع السلاح من دون أن نتحقق من مشتريه، ومَن سيكون ضحية هذا السلاح، فنحن ضحايا، حتى وإن كانت أيادينا ملطخة بالقذارة. وعلى رغم أنه استقال من وظيفته إلا أن متلازمته ظلّت تسكن مئات ألاف الناخبين.» (يديعوت أحرونوت 18/12/2012) ومن أعراض متلازمة ليبرمان التي ظهرت في الإعلام، واقتبسها متطرفو اليمين والوسط دعواته االآتية: - يجب تركيع مصر حتى ولو بضرب السد العالي. - يجب نفي العرب، ليس إلى أي بلد، بل إلى الدار الآخرة. - إن الرد على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين أو تعويضهم، يكون بتعويض اليهود لاجئي الدول العربية. - يجب ضرب إيران حتى تظلَّ إسرائيل هي الدولة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط. - يجب التخلص من الرئيس محمود عباس، فهو أسوأ من صواريخ حماس.