على رغم «الصدمة» التي عبّرت عنها مفوضة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة نافي بيلاي عندما كشف تحقيق دولي تحت اشراف الاممالمتحدة ان ما لا يقل عن 60 ألف سوري سقطوا ضحية الصراع الاهلي في ذلك البلد حتي الان، إلا ان السوريين، سواء المحاصرين في الداخل او اللاجئين في دول الجوار لم يكونوا مصدومين من عدد القتلى، بل ان الكثير منهم يعتقد ان العدد الحقيقي للقتلى أعلى بكثير حتى من آخر تقديرات الاممالمتحدة. وقال عدنان أبو رعد وهو رجل مسن ملفوف في وشاح من البرد ل «رويترز»، عندما كان يشاهد حفر قبور جديدة بعد مقتل 11 شخصاً في غارة جوية على بلدة إعزاز التي يسيطر عليها المعارضون قرب الحدود مع تركيا «الامر كله هراء». وتابع متحسراً: «لا يمكن الجيش السوري الحر ولا قوات الأسد حمايتنا. الفصيلان يقاتلان بعضهم بعضا، ولكن لا أحد يموت إلا الأبرياء والأطفال والنساء وكبار السن». وسخر أبو رعد من جهود السلام التي يقودها المبعوث الاممي العربي للأزمة الاخضر الإبراهيمي وسلفه كوفي أنان وما قال انه «نفاق» دولي. ونفى التقارير حول ارسال مساعدات محدودة للمعارضة. وأضاف: «لم يبعث أحد ولا رصاصة واحدة. الامر كله كذب». وكان الابراهيمي قد حذر في تصريحات في القاهرة الاسبوع الماضي من ان عدد القتلى في سورية قد يرتفع إلى 100 الف قتيل، كما حذر من ان سورية في طريقها إلى النموذج الصومالي. لكن رغم كل هذه التحذيرات إلا ان التحركات الدولية ما زالت تراوح مكانها بسبب رفض النظام السوري فكرة التنحي كشرط مسبق لأي مفاوضات، وإصرار المعارضة على ان لا حوار حول حل سياسي من دون اعلان النظام تنحيه اولاً. وجددت الولاياتالمتحدة على لسان فيكتوريا نولاند، الناطقة باسم الخارجية الأميركية ليلة اول من امس أنه يتوجب على الرئيس السوري الرحيل، قائلة: «لا نرى أي دور له في العملية الانتقالية وهذا الموقف لم يتغير». وكشفت نولاند عن ترتيبات لعقد اجتماع جديد بين نائبي وزيري الخارجية الأميركي والروسي والإبراهيمي منتصف الشهر الجاري بشأن سورية، موضحة أن هناك اجتماعا آخر في بيروت لبحث موضوع اللاجئين السوريين. وحذرت مجدداً السلطات السورية من استخدام الأسلحة الكيماوية، وقالت: «إن أي استخدام لهذه الأسلحة سيعد تجاوزاً لخط أحمر خطير». واشارت الى أنه «ليس لدينا أي شيء يؤكد مزاعم» استخدام الاسلحة الكيماوية من قبل السلطات السورية. وفي سياق ردها على انباء تحدثت عن امتلاك الجيش السوري الحر أسلحة كيماوية اوضحت نولاند: «ليس لدينا أي شيء يشير إلى أنه تم اختراق المخزونات الكيماوية للنظام السوري أو أنها نقلت من مواقعها». وقالت أن واشنطن اطّلعت على تقرير الأممالمتحدة الذي أشار إلى أن عدد قتلى الصراع تجاوز 60 ألفاً استناداً إلى دراسة وافية استغرقت خمسة أشهر، موضحة: «ما زلنا نشعر بالجزع من وحشية نظام الأسد، ونواصل تحميله مسؤولية أعمال العنف والموت والمذابح».