سيطر جيش جنوب السودان أمس، على مدينتي الرنك وملكال عاصمة ولاية أعالي النيل الغنية بالنفط بعد محاولة المتمردين بزعامة رياك مشار الاستيلاء عليهما. واتهم الجيش الخرطوم ضمناً بدعم المتمردين عسكرياً. وقال الناطق باسم جيش جنوب السودان العقيد فيليب أغوير ل «الحياة» هاتفياً من جوبا إن حديث المتمردين عن سقوط مدينة ملكال في أيديهم «مجرد خيال»، موضحاً أن هؤلاء هاجموا مناطق جنوبالمدينة وخاضوا معارك استمرت حتى ظهر أمس، لكن الجيش كبّدهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، مما دفعهم إلى الفرار مخلفين وراءهم 48 قتيلاً. وذكر أغوير أن المتمردين هاجموا منطقتي دليب وشعب النيل جنوبي ملكال، إلا أن الجيش الحكومي ردهم على أعقابهم وفرّوا نحو الضفة الغربية لنهر النيل بعد خسائر كبيرة في صفوفهم. واتهم الناطق العسكري المتمردين بخرق الهدنة الموقّعة بينهما في أيار (مايو) الماضي والسعي إلى تحسين موقفهم التفاوضي في المحادثات المتعثرة الجارية حالياً في اثيوبيا. ورفض اتهام السودان صراحة بدعم المتمردين، بل قال: «جاءوا من داخل الأراضي السودانية بأسلحتهم وذخائرهم». وعن تهديد المتمردين لمناطق حقول النفط في ولاية أعالي النيل، كشف أغوير أن قوات المتمردين لم تستطع العبور نحو حقول النفط في منطقتي فلج وفنجاك جنوبي مدينة الرنك وعبرت غرب نهر النيل الأبيض من ود دكونة في الاتجاه الغربي في حدود ولاية سنار السودانية التي أتت منها، مؤكداً أن مناطق النفط باتت آمنة ولا تواجه أي تهديد. في المقابل، قال الناطق باسم قوات المتمردين جيمس غديت إن الجيش الحكومي شن هجوماً على مناطق في شرق وغرب ملكال، مشيراً إلى أن الهجوم يتزامن مع بدء مفاوضات بين طرفي النزاع في أثيوبيا، لافتاً إلى أن جوبا لا تريد سلاماً، وتحاول دخول المحادثات بأوراق ضغط جديدة. وجدد غديت تحذيراته للأطراف الخارجية التي تشارك في القتال للخروج من المنطقة، مؤكداً أن الاشتباكات التي وقعت في أعالي النيل، شارك فيها مقاتلون من بعض الفصائل الدارفورية المسلحة.